هوس الكرة.. صورة "دبلوماسي مشجع" تحرج بعثة العراق والخارجية تتدخل

من "دبلوماسية القذائف" إلى أزمة زوجة السفير، وصولا لكرة القدم بالأمم المتحدة، يبدو أن جدل البعثات الدبلوماسية العراقية لا يتوقف.

وهذه المرة جاءت عبر صورة مسربة لأحد أفراد بعثة العراق بالأمم المتحدة، وهو يتابع مباراة كرة قدم.

وفي كل مرة تدخل وزارة الخارجية على خط الأزمة محاولة احتواء الغضب الجماهيري، سواء بالتحقيق أو استدعاء الدبلوماسيين.

• بآية قرآنية.. راغب علامة يعلق على أزمة صور زوجة سفير العراق بالأردن
• دبلوماسية الصواريخ.. سفير العراق لدى لبنان يشعل الغضب

"شغف الكرة" يتخطى الدبلوماسية

وخلال الساعات الماضية تداول نشطاء عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة تظهر أحد مرافقي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الأمم المتحدة، وهو يتابع مباراة كرة قدم.

ومن خلال شاشة الكمبيوتر المحمول "لابتوب" بكامل حجمها، لم يعر الموظف العراقي الأهمية لكلمة رئيس الوزراء العراقي، ولا لكلمات الأمم المتحدة السياسية، التي كانت مستمرة على قدم وساق.

وأخذ الموظف الدبلوماسي "الهوس بكرة القدم" إلى متابعة مباراة، لكن لم تظهر الصورة الملتقطة الفريقين اللذين يلعبان.

الخارجية على خط الأزمة

وعلى إثر ذلك تدخلت وزارة الخارجيَّة العراقية على خط الأزمة في محاولة لإخماد الغضب الشعبي.

وقال أحمد الصحاف، المتحدث باسم وزراة الخارجية، في بيان، إن وزارة الخارجيّة تتابعُ موضوع الصورة التي تمَّ تداولها لموظفٍ دبلوماسيّ شُغِلَ عن متابعةِ واجباته أثناء اجتماعات الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة بدورتها الحاليّة.

وأضاف: "تؤكِّدُ الوزارة أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة وبما يكفل للدبلوماسيَّةِ العراقيَّةِ حضورها".

أزمة زوجة السفير

وكانت عدة صور لزوجة السفير العراقي في الأردن بصحبة زوجها والفنان اللبناني راغب علامة، أثارت قبل أسابيع ضجة وانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض غير لائقة، وتخالف التقاليد الاجتماعية.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، على خلفية الصور، سفير بغداد لدى المملكة الأردنية حيدر العذاري، وأكدت في بيان صحفي أنها ستتخذ الإجراء الازم بحق السفير.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف: "نتابع باهتمام ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من صور تعنى بسفير جمهورية العراق في المملكة الأردنية الهاشمية".

وأضاف: "تلفت الوزارة عناية وسائل الإعلام والرأي العام إلى أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة بهذا الشأن وبأسرع وقت، وبما يعزز قيم الدبلوماسية العراقية".

دبلوماسية "القذائف"

وقبل هاتين الأزمتين، كانت الدبلوماسية العراقية قد تعرضت لأزمة أخرى عبر سفيرها بلبنان حيدر البراك، حينما ظهر في صور يتوسّط مجموعة من المسلحين في منطقة البقاع، ويطلق بنفسه قذيفة "آر بي جي".

وبعد الضجة التي أثيرت حول الصور المتداولة، وجه وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي كتاباً إلى وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيّة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وذلك بعدما تم التحقق من الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها من دقة الصور، حيث تبين أنه "بالفعل قام السفير العراقي في 11 يوليو/تموز بزيارة بلدة طاريا مع عدد من الشبان ومرافقيه، وتمّ إطلاق النار بواسطة أسلحة حربية مختلفة".

وعلى إثرها قرر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إقالة السفير العراقي لدى لبنان، ونقله من مركزه في بيروت بعد ظهور بمدفع "آر بي جي" في البقاع.

وجرى تسريب وثيقة صادرة عن وزير الخارجية العراقية موقعة في 17 يوليو/تموز 2022، وفيها طلب نقل السفير العراقي من لبنان إلى مركز وزارة الخارجية العراقية، "اعتباراً من تاريخه".