مستقبل التحالف تحت مجهر العراق وأمريكا.. انطلاق الجولة الأولى للحوار
انطلقت، السبت، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء مهمة التحالف الدولي بالبلد العربي.
- «جدول زمني» لانسحاب التحالف.. هل تهدأ الهجمات ضد أمريكا بالعراق؟
- «هل تود بقاء التحالف؟».. رسالة غريبة في العراق بين النفي والجدل
وفي بيان، قال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السودان إنه "برعاية رئيس مجلس الوزراء، انطلقت، اليوم السبت في بغداد، أعمال اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة".
وقبل بدء الحوار مع التحالف الدولي، عقد السوداني اجتماعاً ضمّ قادة عسكريين وأمنيين يمثلون مختلف صنوف القوات العراقية المسلحة، تضمن توجيهاته حول مجريات الحوار، وما هو مطلوب للمرحلة المقبلة؛ لحماية السيادة والحفاظ على الأمن والاستقرار.
والخميس، أعلنت واشنطن وبغداد أنّهما ستطلقان محادثات بشأن مستقبل التحالف الدولي المناهض لداعش، من شأنها أن تؤدي إلى صياغة جدول زمني يُتيح خفض عدد مستشاريه في العراق.
ويأتي ذلك في ظلّ توتر إقليمي متصاعد وهجمات متكرّرة تشنّها جماعات مسلّحة على خلفية الحرب في غزة.
ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أمريكي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.
وشاركت الكثير من الدول في هذا التحالف لدعم القوات العراقية في القتال الذي خاضته ضدّ تنظيم داعش.
وحتى الآن، يتمركز جنود أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون وإسبان في العراق، ويقدّمون مساعدة ومشورة للقوات العراقية، بهدف منع عودة التنظيم الإرهابي.
ونفذت جماعات مسلّحة موالية لإيران في العراق هجمات ضدّ الجنود الأمريكيين وجنود التحالف الدولي، على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، الأمر الذي قوبل بردود من القوات الأمريكية.
ودفعت هذه التطوّرات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.
"مجاميع عمل"
في هذا الإطار، أعلنت الخارجية العراقية في بيان، الخميس، إطلاق "مجاميع العمل" في إطار "اللجنة العسكرية العليا" المشتركة بين بغداد وواشنطن.
وقالت إنّ هذه "المجاميع" ستعمل على "تقييم تهديد داعش وخطره، وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية".
وفي واشنطن، قالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ للصحافة إن حجم القوة العسكرية الأمريكية في العراق "سيكون بالتأكيد جزءا من المناقشات مع تقدم الأمور".
من جهته، أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية "ضرورة الانتقال إلى علاقة ثنائية طبيعية في مجال الأمن"، فيما توخى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان الحذر مكتفيا بتأكيد بدء "اجتماعات" فرق العمل "في الأيام المقبلة".
وأوضح أنّه سيتمّ التحقّق من "ثلاثة عوامل رئيسية"، مشيراً في هذا الإطار إلى "تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية... ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية". كذلك، تعهّد "التشاور مع شركاء التحالف في كافّة مراحل العملية".
وبعد صعوده السريع واستيلائه على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة، شهد تنظيم داعش انهيار دولة "الخلافة" التي أعلنها عام 2014، في ظلّ هجمات شُنّت ضدّه في هذين البلدين.
وأعلنت السلطات العراقية "انتصارها" على التنظيم الإرهابي في نهاية 2017. غير أنّ الإرهابيين يواصلون مهاجمة أفراد الجيش والشرطة بشكل متقطّع، خصوصاً في المناطق الريفية والنائية خارج المدن الكبرى.