سياسة
الرياض والحوار الاستراتيجي.. ضربتان عراقيتان تثقلان أوجاع إيران
فيما يقترب العراق من الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي مع واشنطن، ينهي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي زيارة إلى المملكة العربية السعودية.
زيارة تؤشر لمساعي الكاظمي للخروج من زاوية الخصومة الإقليمية، وتخليص البلاد من استخدام مواردها وعناصرها لصالح حروب وأزمات تحركها إيران.
حوار استراتيجي وزيارة ترسم منعطفا لافتا.. ثنائية تشكل ضربتين تثقلان أوجاع طهران؛ المعول المسموم الذي ينخر جسد العراق ويربك مؤسساته.
لكن، وفي وقت تقترب فيه بغداد من خوض استئناف الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، الأربعاء، تستمر الهجمات التي تستهدف أرتال التحالف الدولي داخل العراق، ما قد يدفع مسار المحادثات المرتقبة نحو الخيارات الصعبة.
واليوم الخميس، استهدفت عبوة ناسفة رتلاً لوجستياً للتحالف الدولي غربي بغداد، لم تسفر عن وقوع أضرار بشرية أو مادية، في هجوم يعتبر الـ43 خلال 90 يوماً، بحسب مصادر أمنية.
وعادة ما تتصاعد حدة تلك الهجمات مع كل تحرك عراقي سواء كان حكومياً أو سياسياً باتجاه البيت الأبيض أو نحو المنصات الإقليمية والدولية ذات البعد العربي الخليجي.
وتحاول تلك المليشيات المسلحة إبعاد العراق عن أي محاولات تقارب دولية وإقليمية تتعارض مع مصالح طهران التي توفر لها الدعم والمساندة لتنفيذ الاعتداءات والهجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
مصدر أمني رفيع، يرى أن القوى المسلحة غير المنضوية في إطار الدولة تدرك جيداً أن الحوار الاستراتيجي يثبت مسامير نعش بقائها، ولذلك تحاول أن تضغط عبر تثوير الأمن والأوضاع العامة لتضمين رغباتها، بما يحقق تواجدها المخطط وبما يخدم مصالح الجهات الداعمة لها.
وأوضح المصدر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تلك الفصائل "غير المنضبطة"، أغلبها متهم بجرائم قتل وسلب وتجارة غير شرعية، ومن مصلحتها أن يبقى الوضع مرتبكاً وتعيش الدولة حالة ضعف حتى تحافظ على قوتها.
وكانت قوة تابعة لمليشيا حزب الله الإيرانية تدعى "ربع الله"، نفذت، الأسبوع الماضي، استعراضاَ شبه مسلح في مناطق شرقي العاصمة بغداد.
وهدد عناصر من تلك المليشيا خلال جوبهم الشوارع، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ومسؤولا أمنيا في وزارة الداخلية، بالاستهداف والإساءة لشخصهما من خلال صور حملوها كتب تحتها "جاء الوقت لقطع أذنيك".
وسبق أن هددت عناصر من مليشيا "حزب الله"، العام الماضي، بـ"قطع الأذن"، على خلفية اقتحام قوة لمبنى تابع لتلك الفصائل جنوب بغداد، واعتقال 14 عنصراً بتهمة مهاجمة المصالح الأمريكية في العراق.
جراح إيران
وفيما يقترب العراق من إجراء الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، ينهي الكاظمي زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، استمرت نحو يومين ووقع خلالها اتفاقيات مهمة في مجال الاقتصاد والطاقة.
وعلى ما يبدو، فإن الكاظمي يحاول العودة بالبلاد من محور الخصومة الإقليمية وتخليص البلاد من استخدام مواردها وعناصرها لصالح حروب وأزمات تحركها طهران.
ويرفع استئناف الإطار الإستراتيجي واقتراب بغداد من الحاضنة الخليجية عبر العاصمة السعودية الرياض، من قلق ساسة إيران والخشية من تحطم مشاريعهم الرامية لاختطاف القرار السيادي في بغداد، والتحكم في اختيار قائمة أصدقاء العراق وأعدائه، بحسب المحلل السياسي أمير الجياشي.
وكان العراق قدم طلباً رسمياً، الشهر الماضي، إلى الإدارة الأمريكية لاستئناف الحوار الاستراتيجي فيما ردت الأخيرة بالموافقة وحدد الأربعاء المقبل موعداً لبدئها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يشير الجياشي إلى أن الكاظمي يتحرك بالخط المضاد لإيران وأذرعها في العراق، من خلال التحركات الأخيرة بانتزاع العراق عبر واشنطن والرياض تمهيداً لتحقيق ظروف مناسبة لإجراء الانتخابات المبكرة المقررة في أكتوبر/ تشرين أول المقبل.
ويوضح الجياشي أن "العراق يحتاج اليوم لبناء بنى تحتية سياسية تؤسس لدولة مؤسسات عائدة من الاختطاف الطويل، و"لن يتم ذلك إلا بالاستعانة بالدول العظمى والعودة إلى المحيط العربي الإقليمي والدولي، لخلق حاجز صد يمنع من تدفق الإرادة الإيرانية داخل البلاد".
وتوقع أن يتناول الحوار الاستراتيجي وضع الحلول الميدانية والعملية لمنع وقوع الهجمات المتكررة على قوات التحالف والمباني الحكومية الأمريكية في العراق، فضلاً عن تقديم الدعم والإسناد في مجال تقوية مؤسسات لدولة وترصين القوانين والسلطات.
وفي اجتماع افتراضي للتحالف الدولي، عقد منتصف الأسبوع الحالي، برئاسة وزير الخارجية الأمريكي إنتوني بلينكن، حذر المجتمعون من تداعيات الهجمات التي تستهدف مصالح واشنطن في العراق وعرقلتها للجهود الجماعية التي تبذلها الدول الأعضاء في مجال محاربة الإرهاب خصوصا بعد عودة نشاط تنظيم داعش.
وفي وقت سابق الخميس، أكد عضو في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، وجود اتفاقية استراتيجية بين بغداد وواشنطن حيال البعد العسكري، تتضمن الكثير من المحاور، بينها التدريب والدعم اللوجستي.
وقال النائب عباس صروط في تصريحات إعلامية، إن "الاتفاقية "تتضمن بروتوكولات متعددة تصل كلفتها مليارات الدولارات، وتحتاج إلى مدد زمنية لتنفيذها".
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg
جزيرة ام اند امز
US