عراقي يرسم بقدميه.. 100 لوحة و4 معارض فنية
أراس عثمان يستخدم أعماله الفنية في التعبير عن معاناته الشخصية وتصوير الطبيعة في إقليم كردستان، مسقط رأسه، وعرض لوحاته في 6 معارض
فقد الفنان العراقي أراس عثمان ذراعيه في انفجار لغم، عندما كان طفلا، لكن الرجل البالغ عمره الآن 40 عاما لم يسمح لإصابة طفولته أن تحول بينه وبين شغفه بالفن.
ولحاجته الماسة لمساعدة طبية، ترك عثمان الذي يعيش في إقليم كردستان العراق، المدرسة لكنه كان عازما على إيجاد سبيل للخروج من محنته.
ومن خلال مساعدة منظمة محلية غير حكومية، تعلم عثمان الاعتماد على الذات والرسم بقدميه.
وقال عثمان "بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت منطقتنا تعج بالألغام الأرضية غير المنفجرة. كنت حينها طفلا ألهو بجوار حقل ألغام دون أن أدرك خطورتها فانفجر أحدها بجواري وتسبب في بتر ذراعي. ومنذ ذلك الحين فقدت الأمل في الحياة وتركت المدرسة".
وأضاف "في عام 1997، توجهت لمستشفى تابع لمنظمة خيرية، وطلبت منهم تعليمي كيفية استخدام قدمي بدلا من ذراعي المبتورتين وذلك بالعلاج الطبيعي. وأود أن أتوجه بالشكر لهم على هذه الخطوة. في البداية علموني كيف أعتمد على نفسي وكيف آكل وأشرب بقدمي دون مساعدة أحد، وبعدها علموني كيف أرسم على الورق مستخدما القلم الرصاص وألوان الماء والصبغات".
ويستخدم الفنان أعماله الفنية في التعبير عن معاناته الشخصية وتصوير الطبيعة في إقليم كردستان، مسقط رأسه.
وعرض عثمان لوحاته الفنية في ستة معارض بأنحاء السليمانية.
وقال "استطعت إقامة ستة معارض لعرض لوحاتي، أحدها كان في جامعة السليمانية والثاني في قاعة برلمان كردستان والثالث في منظمة هيومن رايتس للمعاقين، بينما كانت بقية المعارض في منطقتنا، رسمت أكثر من مئة لوحة، لكنني لم أتمكن من بيعها لضعف الطلب، وتمكنت من بيع أربع أو خمس لوحات مقابل 100 دولار أو أقل (للواحدة)".
ويكافح الفنان والأب من أجل تغطية نفقات أسرته بمبلغ شهري يقدر بنحو 150 ألف دينار عراقي (125 دولار) يتلقاه من الحكومة.
ويدفع عثمان شهريا 100 ألف دينار (84 دولار) إيجارا لبيته، مما يترك له الفتات لينفقه على أُسرته، ويتعشم عثمان أن تزيد الحكومة الدعم الذي تقدمه له.