"ما عندنا ملجأ".. دموع عراقية على أبواب المخيمات المغلقة

بدأ العراق في إغلاق مخيمات تؤوي عشرات الآلاف من بينهم فارون من منازلهم خلال المعارك النهائية ضد تنظيم داعش.
لكن في المقابل تحذر جماعات إغاثة من أن إغلاق المخيمات قد يتسبب في موجة نزوح ثانية لها تبعات وخيمة، بحسب وكالة رويترز.
ومن بين من سيضطرون للمغادرة (أم أحمد)، التي تبلغ من العمر 50 عاما هي وابنيها بعد أن كانوا يعيشون في مخيم حمام العليل منذ عام 2017 إثر تدمير منزلهم في الموصل في ضربة جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة أثناء معارك لاستعادة السيطرة على المدينة من يد داعش.
أم أحمد تحدثت عن أزمتها، قائلة: "والله وضعي بالمخيم أنا أحس هذا بيتي لأن ما عندي ملجأ.. ما عندي بيت.. ما عندي راتب.. ما عندي حدا يعيشنا فهذا أصبح هو ملاذي المخيم أصبح هو معاشي وهو بيتي".
ولا يمكن لأم أحمد أن تقوم بأعمال يدوية بسبب عجزها كما قالت إن ابنيها يعانون من مشكلات في الصحة العقلية.
وقلب استيلاء تنظيم داعش على أراض بالعراق في 2014 حياة الملايين رأسا على عقب إذ فرض نظام حكم وحشيا دام في بعض المناطق، مثل الموصل، لثلاث سنوات.
وأشارت أم أحمد إلى أن ابنها كان قبل اجتياح التنظيم الإرهابي يقوم بالعمل في تنظيف الشوارع وكانوا يعيشون على أي دخل يتمكن من الحصول عليه، لكن حالته الصحية حاليا لا تسمح له بالعمل.
ومخيم حمام العليل الذي يقع على بعد نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل هو واحد من عدة مخيمات سيجري إغلاقها هذا الشهر.
وقال خالد عبد الكريم مدير مكتب النزوح والهجرة في الموصل إن الموعد الأصلي للعملية كان في وقت سابق هذا العام لكنه تأجل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف عبد الكريم أن كل أسرة ستتلقى مساعدة مقدارها 1.5 مليون دينار عراقي (1263.03 دولار) خلال العام الأول وأن السلطات تنسق مع منظمات إغاثة دولية لضمان حصولهم على مساعدات بعد استقرارهم في أماكن أخرى.
غير أن منظمات إغاثة تقول إن الوصول للأكثر احتياجا سيكون أصعب إذا انتشروا في أنحاء البلاد بينما يمكن أيضا أن يواجه بعضهم العنف والاعتقال لدى عودتهم لبلداتهم الأصلية إذا كان لهم أقارب على صلات بجماعات مسلحة وحتى بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال أحمد عزام مدير الدعم العراقي في المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة إنسانية، لرويترز إن هناك نحو 100 ألف معرضون لخطر التشرد إذا لم يكن هناك تخطيط وتنسيق مناسب لعمليات إغلاق المخيمات.
وبعد أن حزمت أغراضها، قالت امرأة من بيجي إنه ليس لديها أقارب يرعونها هي وأطفالها بعد أن قتل زوجها في الحرب وهي تعيش في المخيم منذ ذلك الحين.
وليس لدى أطفالها، مثل آلاف ولدوا في عهد حكم داعش لمناطقهم، وثائق هوية وبدونها سيواجهون مشكلات مستعصية للحصول على الخدمات الرئيسية منها التعليم.
وتختتم أم أحمد حديثها وهي تراقب جيران لها يضعون أمتعتهم في شاحنة قبل الرحيل لوجهة مجهولة ومستقبل غامض، قائلة: "هما وضميرهم.. إذا يقبلوا إن إحنا العراقيين هذا حالنا ما يعطونا وإذا ما قبلوا بيعطونا".
aXA6IDMuMTIuMTY1LjE2OCA=
جزيرة ام اند امز