العراق يكتوي بالألغام.. جحيم مسكون تحت التراب
الموت في كل خطوة.. هذا هو حال العراق الذي جعلت منه الحروب ودروب الإرهاب، جزءا من حدائق الجحيم المدفون تحت التراب.
جغرافيا عراقية شاسعة مسكونة بموت مؤجل، دقت ناقوس الخطر لدى منظمات دولية طالبت باستنفار من أجل تطهير هذا البلد من الألغام ومخلفات الحروب.
وهو ما عبّر عنه المدير الأقدم لبرنامج العراق في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بير لـودهـاس، في تصريح تابعته "العين الإخبارية".
وقال لـودهـاس إن العراق أكثر البلدان تلوثاً بالمخلفات الحربية والعبوات الناسفة، مؤكدا على حاجة البلاد "لجهد دولي جبار من أجل تطهيره".
لكن حجم المهمة- كما يعتبرها المسؤول نفسه- أكبر مـن الـقـدرات المتوفرة حالياً، وهـذا أحـد أسـبـاب تأسيس دائــرة الأمـم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق لدعم حكومة بغداد ولعب دور تنسيقي مـع الجهات الأخرى الفاعلة في الأعمال المتعلقة بهذا الأمر.
وتعمل الدائرة الأممية على توفير الدعم التقني والتدريب، لوصول قدرات الهيئات الوطنية لمرحلة من التجهيز والتطوير التي تمكنها من تلبية احتياجات الأعمال المتعلقة بالألغام بشكل مستقل. بحسب لودهاس
واتهم المسؤول الأممي عصابات تنظيم داعش الإرهابي في الوقوف خلف حالة التلوث المعقدة التي وصل إليها العراق جراء الذخائر المتفجرة والصراعات.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن المواقع المزروعة بالألغام في العراق تغطي نحو 1730 كيلومتراً مربعاً، وتؤثر على 1.6 مليون نسمة.
وفي إحصائيات لمنظمة رفع الألغام العراقية، يظهر وجود نحو 25 مليون لغم في البلاد، 10 ملايين منها في إقليم كردستان، بجانب وجود 3 ملايين قنبلة غير منفجرة في شتى المناطق.
وتقدر إحصاءات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في مجال إزالة الألغام أن عدد الألغام المزروعة بمختلف دول العالم يتجاوز 110 ملايين، 40 في المئة منها في دول عربية.
ويأتي العراق ثانياً بعد مصر، عربياً، بحوالي 10 ملايين لغم، تعود أغلبها إلى الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت لعشر سنوات.
وتسبب داعش أيضا في زرع آلاف الألغام في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته بالعراق، خاصة في محيط المدن في محاولة منه لصد تقدم القوات.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز