الضربة الأمريكية بسوريا والعراق.. من هي المليشيات المستهدفة؟

في رد فعل على الاستفزازات الإيرانية المستمرة لمصالحها في العراق، وجهت الولايات المتحدة ضربة جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تابعة لجماعات مسلحة موالية لطهران على الحدود السورية العراقية.

ورغم التكتم الشديد للمليشيات حول خسائرها في العراق وسوريا جراء الضربة الأمريكية، فإن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أنها "أصابت أهدافها بدقة".

• حدود سوريا.. إيران توسع نفوذها وأمريكا بالمرصاد 

مصادر أمنية كشفت لـ"العين الإخبارية" أن الضربة الجوية استهدفت مواقع تابعة لمليشيا "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء" عند الجانبين الحدوديين العراقي والسوري الذي تسيطر عليه تلك الفصائل وتستخدمه كممرات عبور ومطابخ خلفية لشن الهجمات ضد أهداف في كلا البلدين.

وقللت مواقع إخبارية تابعة للمليشيا الموالية لإيران من حجم الخسائر اللوجستية التي استهدفت منشآت "عملياتية"، فيما تحدثت عن عدد قليل من القتلى.

فيما كشفت مصادر مطلعة أن "القصف الجوي الذي نفذ اليوم الإثنين، تسبب بتدمير مخازن أسلحة وصواريخ على مقربة منطقة القائم العراقية".

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، أكواما من بقايا مبانٍ محطمة بالهجوم الصاروخي الأمريكي يقف عند أطلالها عناصر من مليشيا الحشد الشعبي.

وجاء في الشريط المصور الذي التقط اليوم الإثنين، حفرة كبيرة وأعمدة خرسانية متراكمة على بعضها وعلى مقربة منها حقيبة وحوائج أساسية يبدو أنها تعود للعناصر المسلحة.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان: "قُتل ما لا يقلّ عن 5 عناصر وأصيب آخرون من المليشيات العراقية الموالية لإيران، جرّاء استهداف طائرات أمريكيّة لمقرّات عسكريّة وتحرّكات لتلك المليشيات قرب الحدود العراقيّة السوريّة، وداخل الأراضي السوريّة".

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): "تعرضت المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي لعدوان جوي بطائرات حربية بعد منتصف الليلة تسبب بمقتل طفل وإصابة ٣ مدنيين".

كتائب حزب الله

تم إنشاء كتائب حزب الله عام 2007، وهي منظمة إرهابية مدعومة من إيران "تسعى إلى تنفيذ أجندة إيران الخبيثة في المنطقة"، وفقا للخارجية الأمريكية.

وتأسست بعد تحالف 5 فصائل ظهرت في أعقاب الغزو الأمريكي، حيث اندمجت مليشيات "لواء أبو الفضل العباس" و"كتائب كربلاء" و"كتائب علي الأكبر" و"كتائب السجاد" و"كتائب زيد بن علي"، وذلك لتنفيذ الأجندة الإيرانية في خارج وداخل العراق.

وتتبع هذه الكتائب أسلوب عمل شبيه بـ"حزب الله اللبناني" الإرهابي، خاصة أن المشرف العام على هذه الحركات كان عماد مغنية، أحد أبرز القادة العسكريين للحزب والذي قُتل في غارة إسرائيلية بسوريا عام 2015، ما جعلها متأثرة بأسلوب عمله.

وسبق أن أدرجت الولايات المتحدة كتائب حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية والإرهابيين المدرجين بشكل خاص.

وقد أعلنت الكتائب مسؤوليتها عن عمليات إرهابية عدة في العراق، بما في ذلك هجمات بعبوات ناسفة وعمليات إطلاق نار غير مباشر وهجمات بالقذائف الصاروخية وعمليات قنص، بحسب بيان سابق للخارجية الأمريكية.

وبحسب الخارجية الأمريكية، فإن تقارير تفيد بتورط كتائب حزب الله في سرقة واسعة النطاق وحديثة لموارد الدولة العراقية، ومقتل متظاهرين وناشطين سلميين في العراق، واختطافهم، وتعذيبهم.

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن كتائب حزب الله العراقية ترتبط ارتباطا وثيقا بمليشيا فليق القدس الإيراني، ولطالما تلقت المساعدة القاتلة والدعم من إيران لتستخدمهما في الهجوم على قوات التحالف في العراق.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، شنت الطائرات الأمريكية غارات واسعة على مواقع تابعة للكتائب في منطقة الأنبار شرق البلاد أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصرها.

وقتلت غارة أمريكية، في يناير/كانون الثاني 2020، زعيم كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وبعد مقتله أصبح عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك) الذي طالته عقوبات أمريكية، في يناير 2021، خلفا له.

كتائب سيد الشهداء

أما كتائب سيد الشهداء فقد تشكلت عام 2013 بحجة حماية الأضرحة الشيعية في سوريا.

وكانت إحدى الحركات التي شكلت "الدائرة الضيقة" لكتائب حزب الله، حسبما يقول مايكل نايتس، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق بمعهد واشنطن.

وتتخذ الكتائب من معسكر الصقر جنوبي بغداد مقرا لها.

ووفق "نايتس"، فقد تم نقل عناصر من كتائب "سيد الشهداء" و"كتائب حزب الله" إلى سوريا في إطار توسيع نطاق العمليات الإيرانية هناك.

وكانت كتائب سيد الشهداء من "أفضل الوحدات العراقية أداء" في سوريا إلى جانب كتائب حزب الله، وفقا لنايتس.

وكلفت "كتائب سيد الشهداء" بالدفاع عن ضريح السيدة زينب الذي يقع في ضاحية دمشق الجنوبية، فيما شهدت مدن عراقية في 2013 والأعوام اللاحقة جنازات لعشرات الجثامين التي تعود لمقاتلين من الكتائب قتلوا في سوريا.

وتندرج كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء تحت فصائل الحشد الشعبي التي تمولها إيران في العراق.

وكانت واشنطن أدرجت فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي على قائمة الإرهاب، في يناير الماضي.