انتفاضة 2017 تكسر طوق القمع وتتجاوز محرمات النظام الإيراني
الانتفاضة الإيرانية التي استخدم نظام الملالي القوة المفرطة لقمعها كسرت الصمت وفتحت نقاشا سياسيا غير مسبوق.
بالنسبة لأكثرية المعلقين السياسين، فإن إيران ما بعد انتفاضة 2017 لن تكون كما قبلها، بعدما شكك المحتجون صراحة في شرعية نظام ولاية الفقيه الذي يرهن السلطة السياسية إلى رجال الدين.
المتظاهرون الذين أعيتهم المتاجرة بالدين لأغراض سلطوية، كانوا قد هتفوا في غالبية المدن، بما فيها العاصمة السياسية طهران والعاصمة الدينية قم، بـ"موت" علي خامنئي المرشد الأعلى الذي ورث منصبه قبل 3 عقود.
وكانت هذه أول مرة يتحدى فيها الإيرانيون سلطة خامنئي، الذي كان بعيدا عن النقد، بما في ذلك احتجاجات 2009 التي حشد لها الإصلاحيون، على خلفية تزوير الانتخابات الرئاسية وقتها.
ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية عن خبراء، أنه على الرغم من انحسار المظاهرات، فإن الغضب الشعبي يمكن أن يتفجر مرة أخرى في أي وقت.
وذكرت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية أن السلطات الإيرانية استخدمت الكثير من القوة للقضاء على المظاهرات، لكنها لم تتمكن من قمع الأمر الأكثر إثارة فيما جرى، وهو النقاش السياسي.
وأشارت "بلومبيرج" إلى أن آخر موجة احتجاجات حاشدة خلال عام 2009، والتي شهدت ملاحقات سريعة وغاشمة، قوبلت بخطاب مختلف، إذ وصف الرئيس الإيراني حينها محمود أحمدي نجاد المتظاهرين بأنهم "غبار وقاذورات".
أما في الانتفاضة الأحدث، والتي أفضت أيضا لاعتقال المئات ومصرع العشرات، فإن المسؤولين سعوا لاحتواء غضب الشارع، بتقديم تنازلات سياسية واقتصادية، بحسب الشبكة الأمريكية.
ويعتقد أليكس فاتانكا، وهو باحث بارز بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن نجاد وحلفاءه كانوا يسيطرون على كل أذرع السلطة تقريبا وتحدثوا بصوت واحد عندما اندلعت مظاهرات 2009، أما هذه المرة فيمكن القول إن الرئيس حسن روحاني ومن حوله لم يكونوا يتبعون النص نفسه.
فالانتفاضة السابقة لم تحظ بتغطية سوى في منصات المعارضة المحظورة، أما الاحتجاجات الحالية تتم مناقشة أسبابها وعواقبها عبر الصحف وموجات البث الخاضعة لسيطرة الدولة.
وانضمت شخصيات عامة إلى المظاهرات الحالية، مثل الممثلة ترانة عليدوستي التي تحدثت عبر "تويتر" عن المعتقل الذي يبلغ 22 عاما ومات في السجن، حيث زعمت السلطات أنه انتحر.
وتساءلت عليدوستي عن كيفية حدوث شيء مماثل، ومكان وجود باقي المعتقلين، وما إذا كانوا بصحة جيدة وآمنين، وهي تساؤلات كانت كافية لوضعها قيد الاعتقال أو منعها من العمل من قبل.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد أوردت في تقرير لها، أن مسؤولين بالحكومة الإيرانية أعلنوا انتحار شابين من المحتجزين، ومقتل آخر خلال اشتباكات مع الأمن، قالوا إنه "إرهابي".
لكن سرعان ما هاجم كثير من الإيرانيين، بينهم نواب، المزاعم الحكومية، وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشباب الثلاثة ضمن أكثر من 25 إيرانيا على الأقل قتلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز