حفيد شاه إيران عن الاحتجاجات: المارد خرج من القمقم ولن يعود
رضا محمد رضا بهلوي، أعرب عن ثقته بأن ما يحدث في بلاده هو بداية ثورة.
حلّت المفاجأة على رضا بهلوي، نجل آخر شاه حكم إيران (محمد رضا بهلوي)، قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، عندما سمع اسم جده يُنادى به علنًا في شوارع البلاد.
فلأول مرة منذ عقود، يعود اسم "رضا شاه بهلوي" إلى الشفاه، ويخامر العقول في إيران، ويرفع المتظاهرون شعارات من قبيل "رضا شاه.. فلترقد في سلام"، و"أخطأنا بالمشاركة في الثورة"، و"أعيدوا الشاه".
وحتى في مدينتي قم ومشهد، حمل البعض لوحات تحمل صورة الملك الراحل، وفقًا لصحيفة "التلجراف" البريطانية.
الصحيفة نقلت عن حفيد الشاه قوله إن الأمر "يشبه الوضع حين تحجب السحب الشمس لبعض الوقت، وفي نهاية المطاف يسود الضوء".
وكان ولي العهد السابق (57 سنة) قد غادر إيران عندما كان مراهقًا بعد أن أطاحت ثورة 1979 بوالده محمد رضا، ويقود الآن حركة معارضة من منزله في ولاية ميرلاند الأمريكية.
وأشار بهلوي إلى أن أكثر ما يسمعه من الإيرانيين الذين يتحدث معهم هو أنهم يلومون ذويهم على ما حدث في 1979، وعلى الفوضى التي يعيشونها حاليا، مضيفًا: "يخبرني أغلبهم أنهم لن يكرروا نفس الخطأ الذي ارتكبه أهاليهم".
وفيما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة التي هزت إيران تنديدا بالغلاء وبسياستها الخارجية، وصفها الحفيد بهلوي بأنها "أكثر وقت حاسم في تاريخ البلاد"، معتقدًا أن الأحداث الأخيرة مختلفة عن الحركة الخضراء في 2009، المندلعة ردًا على ما رأت فيه المعارضة تزويرا للاقتراع الذي أعاد انتخاب محمود أحمدي نجاد.
فمنذ البداية، يتابع الحفيد، كانت الطريقة التي انتظمت بها الانتخابات تقضي بطرح أسماء مرشحين يحظون بموافقة مسبقة، بدءًا من علي أكبر رفسنجاني، وصولا إلى محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد والرئيس الحالي حسن روحاني.
قائمة دمى قال إنها كانت خاضعة لمحركها المرشد الأعلى آية الله خامنئي، ولذلك لم يكن أمام الإيرانيين من حل سوى اختيار أهون الشرور.
وبصعود حسن روحاني المحسوب على التيار الإصلاحي للحكم، اعتقد الناس أنه سيتمكن من تحقيق الإصلاح الذي وعد به، ولكن هذا لم يحدث والناس مصابة الآن بخيبة أمل كاملة، وباتوا مقتنعين تماما بأن النظام الحالي غير قابل للإصلاح بأي شكل من الأشكال، وفق رضا بهلوي.
وبسؤاله عن الدور الذي يمكن أن يلعبه في إيران ما بعد نظام الملالي، تحفظ حفيد الشاه عن تقديم إجابة مباشرة، لكنه لفت إلى أن اهتمامه الوحيد حاليا منصب على قيادة حركة تقود نحو الثورة، واجتثاث النظام الحالي.
وبالنسبة له، فإنه لا يمكن إلا لعملية ديمقراطية أن تقرر في نهاية المطاف الشكل النهائي الذي سيتخذه النظام الجديد، مشيرا إلى أن المارد خرج من القمقم الآن ولن يكون من السهل إعادته.
وأعرب حفيد الشاه عن ثقته بأن ما يحدث في بلاده هو بداية ثورة، وأن الثورات لا تحدث بين عشية وضحاها، مستشهدا بثورة 1979 التي استغرقت عاما بأكمله لتبلغ ذروتها.
وختم قوله بأن الحركات تتأرجح صعودًا وهبوطًا، "ولكن علينا التحلي بالصبر، فأنا أنتظر بالفعل منذ 38 عاما »، أي منذ سقوط حكم والده في 1979.