ستراتفور للأبحاث: إيران عاشت "ثورة كاذبة" لأكثر من 40 عاما
مركز ستراتفور للأبحاث الأمنية والاستراتيجية يرصد كيف تعيش إيران كذبة كبيرة تحت حكم الملالي منذ 40 سنة.
حالة ثورة "زائفة" تعيشها إيران منذ سيطر عليها الملالي واعتمدت نهج ولاية الفقيه عام 1979، أتت بالعديد من التبعات السلبية على الشعب الإيراني، والمنطقة بشكل عام.
ويرى ماثيو باي، كبير المحللين في مركز ستراتفور الأمريكي للأبحاث الأمنية والاستراتيجية، أن طريقة الملالي في إدارة الأمور داخل وخارج إيران، تسببت في انهيار داخلي على مستويات عدة.
فسعي حكومة طهران الدائم لزعزعة الاستقرار في دول الجوار عبر ميليشياتها واذرعها أدخلت إيران في دوامة من الحروب بالوكالة مع عدد من الدول في المنطقة، إضافة إلى المواجهات المستمرة مع المجتمع الدولي في العديد من القضايا.
- بالأرقام.. إيران دولة القمع.. أذرع أمن الملالي وإرهاب الشعب
- مظاهرات إيران.. هل يلقى الملالي مصير الشاه؟
ويضيف كبير المحللين في مركز ستراتفور أن الثورة التي تعيشها إيران هي مجرد وهم يحاول الملالي تسويقه، دون تطوير للفكر أو الأهداف، منذ 40 عاما، الأمر الذي دفع الأجيال الجديدة داخل إيران، والتي تشكل أكثر من 60% من التعداد السكاني الإيراني الحالي، لرفض طريقة إدارة الأمور جملة وتفضيلا، سواء في الداخل أو على المستوى الإقليمي والدولي.
ويشير باي إلى أنه حاجة النظام الإيراني لأيديولوجية فكرية مختلفة، فمع وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل فضح مزاعم نظام ولاية الفقيه الذي يريد التوسع على حساب جيرانه بل على حساب الإيرانيين أنفسهم.
إزاحة الملالي عن الحكم
ثلاث خطوات رئيسية اعتبرها كبير المحللين في مركز ستراتفور تمهد للوصول الى الاستقرار داخل إيران، أولها هو إزاحة نظام الملالي من الحكم.
خاصة بعد أن أثبت النظام الإيراني الحالي مرارا وتكرارا فشله الذريع في تولي الملفات الداخلية شديدة الحساسية، وهي الاقتصاد والحوكمة، إضافة إلى أن مغامرات طهران الإقليمية كبدت الداخل الإيراني خسائر اقتصادية فادحة نتيجة للفساد وللعقوبات الدولية التي ظلت تقصم ظهر الإيرانيين لعقود.
الخطوة الثانية هي إعادة إصلاح ما أفسده الملالي، وذلك عبر عمل إصلاحات داخلية واسعة، من خلال تطهير المؤسسات من احتكار أعضاء الحرس الثوري الإيراني لها، ومحاربة الفساد، والعمل على تدوير الأرباح الحكومية بشكل عملي وشفاف لإعادة إحياء القطاعات الاقتصادية الإيرانية التي نالها الإهمال من الملالي.
وأضاف باي أن تلك الخطوة تشمل أيضا إعادة العمل على تحسين علاقات إيران الخارجية مع دول الجوار، وذلك عبر نبذ التدخل في الشؤون الداخلية، ووقف دعم الحركات المتمردة والإرهابية في المنطقة.
إضافة إلى الالتزام بالمعايير والمواثيق الدولية وإعادة العلاقات الإيجابية مع المجتمع الدولي، التي ضرب بها الملالي عرض الحائط خلال الـ 40 عاما الماضية.
الخطوة الثالثة هي دفع الشباب داخل إيران لتولي زمام الأمور، فدولة الملالي دولة كهلة، يقوم بتسيير أمورها أشخاص لم يعد لديهم القدرة على مواكبة التطورات في العلاقات الدولية، إضافة إلى أن فكر الملالي بتصدير فكرة "الثورة" قد عفا عليها الزمن، حيث تحتاج إيران الآن إلى دماء جديدة للعمل على إصلاحات داخلية واسعة النطاق.
وأشار باي الى أن هدف الثورة في إيران منذ اليوم الأول كان إزاحة الفساد الاقتصادي الذي تسبب في خلق حالة من "سعار الأسعار" داخل إيران.
وبالرغم من أن ذلك الوضع لم يتغير كثيرا بعد 40 عاما من حكم الملالي، إلا أن موجات التظاهر الأخيرة أسقطت هيبة الملالي وكسرت حاجز الخوف من النظام القمعي في طهران.
وشدد كبير محللي ستراتفور أن إيران ستشهد في الفترة المقبلة تغييرا سياسيا بعد فشل خامنئي في استيعاب طموحات الشعب الإيراني، الأمر الذي قد يشعل صراعا داخليا بين مؤسسات الملالي المختلفة.
جدير بالذكر أن 60% من الاقتصاد الإيراني تحت تصرف خامنئي، حيث يصرف الجزء الأكبر من ميزانية البلاد على مؤسسات لا فائدة اقتصادية أو إنتاجية ترجى منها، بل تدعو إلى الكراهية والعنف وتنشر إيديولوجيات سامة.
وبحسب منظمات حقوقية إيرانية، يقوم خامنئي بحماية الفاسدين من العقاب، وهو من قضى بسلطته الاستبدادية على الفئة المنتجة في البلاد، وأجبر الشباب على ترك بلادهم، وجعل الاستقرار السياسي في البلاد من المستحيلات، كما أنه يتحرك ضد الشعب المظلوم في سوريا، لذا كان من الطبيعي أن ينتفض الشعب بحثاً عن حقوقه واعتراضاً على ظلم هذا الشخص.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز