إيران والزلزال.. فشل متواصل ومجتمع يغلي
مجلة سويسرية ترى أن فشل إيران في التعامل مع زلزال كرمانشاه في نوفمبر 2017، كان وراء انفجار الغضب الشعبي المطالب بإسقاط المرشد
بعد أسابيع من زلزال عنيف ضرب إيران، راح ضحيته المئات، ضربت البلاد هزة أرضية أعنف من مجرد زلزال جيولوجي، تمثلت في زلزال اجتماعي هز أنحاء البلاد، شاركت فيه مختلف الطبقات الاجتماعية التي هددت نظام الملالي الهش، لفشله في احتواء الكارثة التي أرجع باحثون ومراقبون أسبابها المتكررة إلى النشاط النووي الإيراني.
وقد ضرب زلزال مدمر بقوة 3 .7 درجة محافظة كرمانشاه الإيرانية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضى، ما أدى إلى مصرع أكثر من 620 شخصا وإصابة أكثر من 12 ألفا آخرين.
وذكرت مجلة "الونكونتر" السويسرية أن "زلزالاً اجتماعياً ضرب إيران خلال الأيام الأخيرة، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبطالة الجماعية، وزيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، والتقشف الوحشية، والقمع السياسي"، مشيرة إلى أن الطبقة العاملة الإيرانية، تعاني منذ فترة طويلة من أعمال القمع والوحشية والاستغلال، دفعها للاحتجاج على النظام الملالي.
وربطت المجلة السويسرية بين الاحتجاجات التي بدأت في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مشهد ثان أكبر مدن إيران، مشهد، ثم انتشرت في أنحاء البلاد حتى أنها زحفت إلى العاصمة طهران، وبين موجة الزلازل الأخيرة التي ضربت البلاد، لافتة إلى أن عجز النظام الإيراني في احتواء تلك الكارثة، وتشريد المئات كان أحد أسباب تلك الاحتجاجات.
في هذا السياق، وكان موقع بحثي تابع لجامعة "شيربوك" الكندية، حذر النظام الإيراني من تبعات الأنشطة النووية على تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الزلازل.
كانت ورقة بحثية صدرت عن جامعة "شيربوك" الكندية، عام 2003، حذرت من تبعات الأنشطة النووية على تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الزلازل.
وكشفت الورقة أن الأنشطة النووية الإيرانية تتسبب في مأساة إنسانية للشعب الإيراني، راصدة سلسلة زمنية من الزلازل التي ضربت البلاد منذ بداية النشاط النووي الإيراني.
وأشارت الورقة البحثية إلى أن "زلزالاً عنيفاً بلغ قوته 6.6 درجة بمقياس ريختر ضرب إيران وكان ذلك عام 2003، وعلى بعد 10 كيلومترات من مركز الزلزال، دمر مدينة بام، كما أحدث خسائر ضخمة، حيث دمر معظم مباني المدينة، كما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 ألف شخص وجرح الآلاف، وأدى إلى انقطاع شبكات المياه والكهرباء والإتصالات".
ولفتت الجامعة الكندية، إلى أن إيران، تعد من الدول الأكثر حساسية للزلزال، بفعل نشاطها النووي، مذكرة بزلزال عنيف ضرب البلاد في يوليو/تموز 1990، وكان بقوة 7.7 درجة بمقياس ريختر، وأسفر عن مقتل ما بين 40 - 50 ألف إيراني وإصابة أكثر من 300 ألف بجروح وتشريد 500 ألف آخرين، شمال غرب البلاد.
ويعود آخر زلزال كبير في إيران إلى كانون الأول/ديسمبر 2003 في بم، في محافظة كرمان، حين قتل 3100 شخص على الأقل ودمرت المدينة بالكامل تقريبا.
وربطت الورقة البحثية بين نشاط إيران النووي، وبين تلك الزلازل، قائلة، إنه خلال زلزال 2003، وبسبب المأساة الإنسانية التي تسبب فيها الزلزال، أرسالت الأمم المتحدة وعشرات البلدان مساعدات إنسانية إلى طهران، من بينهم الولايات المتحدة التي لم تكن على علاقة دبلوماسية مع طهران، بسبب أنشطتها النووي، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، في ذلك الوقت، قد وصف إيران بأنها "محور الشر" نظراً لأنشطتها النووية المدمرة".
وأشارت الجامعة الكندية إلى أن تلك المشكلة السياسية المزمنة أدت إلى وضع إنساني مزر في البلاد، موضحة أنه بحسب المراقبين لتلك الظاهرة، فإن هذه الكارثة سلطت الضوء على هشاشة النظام الإيراني أمام الأزمات، فضلاً عن التراخي في تطبيق تدابير البناء لمقاومة الزلازل، وعليها اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة تلك المشكلة.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز