خامنئي بعين فرنسية.. كرة بلياردو طائشة في وجه الغضب
كاتب فرنسي يندد بتخلي ماكرون وأوروبا عن دعم الانتفاضة الإيرانية واصفا نظام الملالي بـ"المروع".
يبدو المرشد الإيراني علي خامنئي عبر عين فرنسية كـ"كرة بلياردو" طائشة، يعصف بخصومه ويطيح بهم إذا ما هددوا عرشه، لكنه يواجه اليوم غضب الملايين ممن ينادون بسقوطه.
- باحث فرنسي: الإيرانيون فقدوا الثقة في خامنئي منذ 2015
- "باري ماتش" تفند أكاذيب الحرس الثوري: الشارع في غليان
الرؤية التي يعبر عنها الكاتب الفرنسي، ماثيو كرواسندو، في مقاله بمجلة "لونوفل أوبسيرفاتير"، تخلص إلى أن خامنئي يواجه رياح الثورة التي هبت على إيران منذ أيام، مبشرة بربيع طهران؛ ما دفعه لمطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتعبير عن تأييده للحركة الاحتجاجية أو بإعادة النظر للزيارة التي ينوي القيام بها إلى طهران.
ويشبه الكاتب الفرنسي النظام الإيراني، بلعبة البلياردو؛ ويعتبر المرشد هو كرة اللعب البيضاء التي تطيح بالكرات الأخرى حال تهديد عرشه.
ويعتقد كرواسندو أن الشرارة الأولى للاحتجاجات، أشعلها المحافظون الإيرانيون لإضعاف روحاني وإجراء انتخابات مبكرة وتغييره برئيس أكثر تشددا، إلا أنها انقلبت عليهم وأصبحت مظاهرات شعبية وانتشرت في أرجاء البلاد؛ الأمر الذي أثار مخاوف بتهديد عرش الملالي من الأساس، خاصة أن الاحتجاجات تحولت إلى احتجاجات شعبية بلا أجندة أو زعيم محدد.
وأشار الكاتب إلى أنه خلال آخر موجه احتجاجات شهدتها البلاد، عام 2009، حين خرج أكثر من مليون إيراني في مسيرات بشوارع طهران، للتنديد بإعادة انتخاب أحمدي نجاد بطريقة احتيالية، كانت مطالب المتظاهرين في ذلك الوقت واضحة؛ ما سهل على النظام احتواءها.
غير أن المظاهرات الحالية، متعددة الأهداف والمطالب والفئات، لذا فهي ليست سياسية خالصة أو حتى اقتصادية.
ويرى أن الاحتجاجات التي لا تتبع أجندة محددة، وتحمل طابع الانتفاضة الشعبية تكون تربة خصبة للثورات الحقيقية.
ورغم اعترافه ببطش النظام الإيراني؛ فإن الكاتب يرى أن هناك عدة مؤشرات تنذر بثورة حقيقية، أبرزها هتافات "يسقط الديكتاتور"، بل امتدت لشعارات "يسقط المرشد" بعد 40 عاما من قيام نظام، وصفه الكاتب بـ"البغيض" والذي "لم يعرف نصف سكان البلاد غيره منذ ذلك الحين".
ويلفت الكاتب الفرنسي إلى دلالات أخرى تؤكد هبوب رياح الربيع الإيراني، منها هجوم المتظاهرين على البنوك والمباني العامة والمراكز الدينية حتى في المراكز التابعة للباسيج، التي يصفها بـ"المليشيات المسؤولة عن الأمن الداخلي للبلاد التابعة للحرس الثوري".
وعلى الصعيد الدولي، وجّه الكاتب حديثه للقوى العظمى الدولية في مجلس الأمن قائلا: "ترامب، بوتين، الصين، ونحن (فرنسا) كيف ستكون نظرتنا لإيران في 2018؟"، مضيفا أن "هذا النظام "المروع" يشدد الخناق على الحياة اليومية للمواطن الإيراني، في عصر انطلاق الأقمار الصناعية، والشبكات الاجتماعية والحداثة، ويحظر عليهم كل سبل الترفيه، بل الاحتياجات الأساسية".
واختتم مقاله قائلا: لهذه الأسباب خرج النساء قبل الرجال في الشوارع الإيرانية، لإسقاط نظام الملالي؛ فهم حقا يستحقون دعم المجتمع الدولي، بعدما خيب الاتحاد الأوروبي وفرنسا آمالهم في مجلس الأمن، وتركو ترامب وحيدا منددا بالنظام الإيراني.
وطالب الكاتب الرئيس الفرنسي، بالتعبير عن تأييده للحركة الاحتجاجية أو بإعادة النظر إلى الزيارة التي ينوي القيام بها إلى إيران.