"باري ماتش" تفند أكاذيب الحرس الثوري: الشارع في غليان
المجلة الفرنسية تقول إن الثورة لم تنتهِ، وإن المتظاهرين من صفوة المهن وليسوا مرتزقة، كما يزعم النظام الإيراني.
كذّبت مجلة فرنسية مزاعم السلطات الإيرانية بانتهاء الاحتجاجات الشعبية العارمة، التي وصفها بـ"الفتنة"، مشيرة إلى أن الشارع الإيراني يشهد حالة غليان متصاعدة، وقد حان وقت الربيع الفارسي.
- قادة إيران يتعهدون بإعادة الأمن بالداخل ونشر الفوضى بالخارج
- 3 سيناريوهات لنجاح الانتفاضة.. رأس خامنئي يحميها حرسه الثوري
تفنيد أكاذيب الملالي
وتحت عنوان "الشارع الإيراني في حالة غليان"، أشارت مجلة "باري ماتش" الفرنسية إلى أن المظاهرات العارمة لا تزال مشتعلة في طهران وعشرات المدن، وأسفرت عن مقتل العشرات، قائلة إنه حان وقت "الربيع الفارسي".
وقالت إن قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري أعلن، أمس الأربعاء، "انتهاء العصيان"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الأيام الأخيرة، غير أن الصحيقة قالت إن أعداد المتظاهرين المعارضين للنظام تتجاوز مئات الآلاف، ولم تغادر الشوارع.
ونقلت مجلة "باري ماتش" عن رجل خمسيني من المتظاهرين، يهتف بحماس ضد هذا النظام الفاسد، قائلاً: "أعمل منذ 30 عاماً متحملاً مسؤولياتي، وفي نهاية المطاف أعاني من الفقر المدقع، نظراً لأن الشركة التي أعمل بها توقفت عن دفع الرواتب منذ 5 أشهر، حتى أبنائي عاطلون، ولا أستطيع مساعدتهم".
وقال متظاهر آخر في العشرينات من عمره، لمراسل المجلة، إنها "المرة الأولى التي أنزل فيها إلى الشارع للاحتجاج، فقد زال عنا حاجز الخوف الذي سيطر علينا منذ سنوات، وحان وقت الحرية والتغيير، الظلم له حدود".
ووصفت المجلة مشهد الاحتجاجات، بـ"الزلزال"، مشيرة إلى أن الشارع الإيراني شهد احتجاجات، من فئات مختلفة للمتظاهرين، من بينهم مهنيون رفيعو المستوى، من أطباء ومهندسين، وعلماء، وليس كما يزعم النظام بأنهم مرتزقة مأجورون.
فساد مليشيا الحرس الثوري
وبحسب المجلة، فإن بعض المتظاهرين من المستثمرين الذين وضعوا مدخراتهم في مؤسسات توظيف أموال، وإقراض الأفراد، وصلت ديونها إلى حد السماء، في الوقت الذي لم تحرك الحكومة ساكناً لإنقاذ تلك المؤسسات غير القانونية، وهي عبارة عن شركات، تعمل كمصارف (زائفة) تقرض الأفراد بفوائد مرتفعة، عند تعثر المقترض، يتم تحميل الخسارة على المستثمرين الأفراد، ومؤسسو تلك الشركات، أعضاء من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وعلى صلة بالسلطة السابقة للرئيس أحمدي نجاد، والذين يعملون فقط دور الوسيط.
وبحسب المجلة فإن فساد نشاط الباسداران (الحرس الثوري بالفارسية) وسلطة الملالي "مولارتشيست"، الذي أدى إلى انفجار الشعب، يتمثل في لعبهم دور المرابين، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى المشبوهة التي لا تخلو من الحصول على الرشاوى، مقابل أي خدمة، نظراً لنفوذهم في جميع إدارات البلاد، من "العقارات، والأشغال العامة، والنفط، والصناعات، الواردات"، وذلك على مرأى ومسمع الجميع" في الوقت الذي يعاني 55% من السكان من البطالة.
وتابعت: "أن معاناة الشعب نتيجة فساد النظام الإيراني فقط، بصرف النظر عن تصديق ترامب على الاتفاق النووي"، موضحة أنه حتى لو تم رفع العقوبات، فإن من سيتحسن حاله، فقط هم مليشيا النظام وأتبعاهم، وليس المواطن الإيراني البسيط".