أبل على مفترق طرق.. إعادة هيكلة كبرى وسط سباق الذكاء الاصطناعي

تقف شركة أبل أمام مرحلة انتقالية حرجة، تتطلب قيادة حاسمة وتجديداً في الابتكار والهيكلة لضمان استمرار نجاحها في العقد المقبل.
وتمرّ الشركة الأمريكية حالياً بأكبر عملية تغيير في قيادتها التنفيذية منذ أكثر من عقد، في وقت يشير إلى بداية إعادة هيكلة أوسع داخل الشركة.
ورغم بقاء تيم كوك في منصب الرئيس التنفيذي، ومن المرجّح استمراره لعدة سنوات، فإن عدداً من أقرب مساعديه بدأوا بالتنحي أو يقتربون من التقاعد. ومن أبرز هؤلاء جيف ويليامز، مدير العمليات والذي كان أبرز مرشح لخلافة كوك، والذي سيغادر نهاية هذا العام.
وبحسب تقرير من شبكة بلومبرغ، لا يوجد حتى الآن خليفة واضح لكوك، مما يجعله في موقع السيطرة الكاملة، خاصة مع دعم مجلس إدارة موالٍ له. وعلى الرغم من التحديات، مثل تباطؤ الابتكار وضعف الأداء في الذكاء الاصطناعي، لا يرى المجلس حاجة ملحّة لتغييره. ورغم تراجع سهم الشركة بنسبة 16% هذا العام، فقد ارتفعت قيمته بأكثر من 1500% منذ تولي كوك المنصب في 2011، ما يعزز ثقة المستثمرين فيه.
مع ذلك، هناك إدراك داخلي بأن التغيير ضروري. وفي وقت سابق، حذر إيدي كيو، رئيس قسم الخدمات، من أن أبل قد تواجه مصير بلاك بيري ونوكيا إن لم تتكيّف مع التحولات التكنولوجية، وخاصة في الذكاء الاصطناعي. كما أن العديد من المسؤولين التنفيذيين، مثل غريغ جوزوياك وجوني سروجية، تجاوزوا الستين، ويبدو أنهم يستعدون للتقاعد مع غياب فرص للترقية.
بدء التحوّل
وبدأت أبل بالفعل بهدوء في تنفيذ خطة انتقالية. فبعد تقاعد ويليامز، ستُوزّع مهامه على فرق مختلفة: فريق التصميم سيرفع تقاريره مباشرة إلى كوك، بإشراف آلان داي ومولي أندرسون، بينما ستنتقل مشاريع الصحة وساعة أبل إلى جون تيرنوس، رئيس قسم الهندسة.
كما ستخضع فرق برمجيات الصحة وwatchOS لإشراف كريغ فيديريغي، بينما سينضم تطبيق Fitness+ إلى قسم الخدمات بقيادة كيو. أما فريق AppleCare فسينتقل إلى المدير الجديد للعمليات صبيح خان، الذي سيقود أيضاً قسم الصين الكبرى بالتعاون مع إيزابيل جي ماهي.
رغم حصول خان على لقب مدير العمليات، لا يُنظر إليه كخليفة طبيعي لكوك لافتقاره إلى الخبرة التي كان يتمتع بها ويليامز. وفي حال حدوث طارئ، من المرجح أن تُدار أبل مؤقتاً من خلال لجنة تنفيذية تضم خان، والمدير المالي كيفان باريخ، وديدرا أوبراين.
المرشح الأبرز
وعلى المدى الطويل، يُعد جون تيرنوس المرشح الأبرز، نظراً لخبرته الطويلة وتركيزه على المنتج، رغم محدودية خبرته التشغيلية والمالية.
وهناك أيضاً احتمال جريء يتمثل في استحواذ أبل على شركة ذكاء اصطناعي وتعيين مديرها التنفيذي لاحقاً لخلافة كوك، إلا أن تحفظ أبل التاريخي في صفقات الاستحواذ الكبرى يجعل ذلك غير مرجّح. ومع ذلك، بدأت الشركة استكشاف شركات مثل Perplexity وMistral، خاصة بعد مغادرة روميغ بانغ، رئيس نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى ميتا في صفقة ضخمة.
ورغم التحديات، تواصل أبل تطوير منتجاتها. من المتوقع هذا الخريف إطلاق سلسلة آيفون 17 وساعات جديدة وiPad Pro بمعالجات M5. وفي 2026، ستُطرح أجهزة MacBook Pro وiPad Air وiPad اقتصادي، إلى جانب شاشة خارجية جديدة.
أما المنتج الثوري الوحيد فقد يكون شاشة المنزل الذكية التي تأجلت بسبب تأخر مميزات الذكاء الاصطناعي في iOS 18.4، ومن المرجح أن تُطلق في 2026 مع نسخة جديدة من Siri.
أما Vision Pro، فستُحدّث بمعالج M4، لكن مشاكل الوزن والسعر المرتفع لا تزال تحد من انتشارها. كذلك، واجهت أبل انتقادات على تصميم “Liquid Glass” الجديد في iOS 26، مما دفعها لتقليص تأثيره في النسخة التجريبية الثالثة، وسط مطالبات بإتاحة مزيد من التخصيص.