إسطنبول.. هل تصبح بوابة تطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل؟
أنباء عن لقاءات سودانية إسرائيلية في إسطنبول والخرطوم تؤكد أنها لم تتلق أي اتصالات رسمية من تل أبيب.
لم تكن اللقاءات التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية، بين مسؤولين سودانيين وإسرائيليين المؤشرات الأولى على قرب تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، ففي أغسطس/ آب 2017 دعا وزير الاستثمار السوداني السابق، مبارك الفاضل المهدي، حكومة بلاده للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، في أول حديث من نوعه لوزير سوداني.
بيد أن الكشف عن لقاء سري عقد بالمدينة التركية العام الماضي، في ذات السنة التي أطلق فيها وزير الاستثمار السوداني السابق دعواته التطبيعية، بين مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق محمد عطا والمسؤول الإسرائيلي المكلف بالاتصال مع الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب بروس كشدان، يتزامن هو الأخر مع تزايد التقارير الإسرائيلية عن زيارة محتملة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الخرطوم.
وكشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في سبتمبر/ أيلول 2016 أنها أوصت واشنطن برفع عقوبات أمريكية عن السودان، وهو ما تم فعلا في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وتطمح إسرائيل بالمقابل أن يفتح السودان مجاله الجوي أمام الملاحة الجوية أمام طائراتها لتقليص مسافة الرحلات الجوية بينها ودول أمريكا الجنوبية.
وقال موقع" أكسيوس" الأمريكي، إن مبعوثا خاصا من وزارة الخارجية الإسرائيلية عقد اجتماعاً سرياً في إسطنبول مع مسؤولين سودانيين قبل عام في إطار محاولة لتجديد الحوار بين الطرفين.
وأضاف الموقع الأمريكي، الذي استند في تقريره إلى مصادر سياسية إسرائيلية، أن الحكومة الإسرائيلية "سلمت ملف السودان لدبلوماسي كبير مسؤول عن العلاقات مع البلدان التي لا تقيم إسرائيل معها علاقات دبلوماسية، وأن السودانيين أرسلوا مساعدًا كبيرًا لرئيس المخابرات آنذاك، محمد عطا، الذي يشغل حالياً منصب سفير الخرطوم لدى واشنطن إلى الاجتماع.
وتابع"عقد اللقاء السري في مكتب رجل أعمال تركي بإسطنبول وأحد المقربين من الرئيس السوداني عمر البشير".
واستنادا إلى مسؤول إسرائيلي فإن اللقاء بحث "تحسين العلاقات بين البلدين والمساعدات الإسرائيلية المحتملة للسودان في مجالات الطب والزراعة والاقتصاد".
وبدوره فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نخشون لم ينف هذه المعلومات مكتفياً بالقول "لاتعليق".
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي أن" تل أبيب على اتصال مع السودان منذ فترة من الوقت لمعرفة ما إذا كان من الممكن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة العربية".
وأضاف المسؤول أن الاتصالات الإسرائيلية –السودانية طرحت خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس التشادي إدريس ديبي في القدس الغربية قبل يومين.
وتابع"ديبي أبلغ نتنياهو إنه على استعداد لتشجيع السودان على توثيق العلاقات مع إسرائيل".
ولم يعلن ديبي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية لبلاده رسميا مع إسرائيل، إلا أن نتنياهو قال إنه سيزور العاصمة التشادية انجميناقريبا للإعلان من هناك مع ديبي عن إعادة العلاقات الدبلوماسية المجمدة منذ العام 1972.
وليس من الواضح إن كانت زيارة نتنياهو إلى تشاد، التي لم يحدد موعدها، قد تشمل أيضا السودان.
واستنادا إلى الموقع الأمريكي فإنه "كان هناك عداء كبير بين الخرطوم وتل أبيب على مدى العقود القليلة الماضية، على الرغم من أن السودان لم يتم تحديده كدولة معادية رسمياً في إسرائيل، لكن بموجب القانون السوداني فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يسمح السودان لمواطنيه بزيارتها".
وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه بعد أن بدأ السودان منذ عام 2014 ينأى بنفسه عن طهران، باشرت إسرائيل في عام 2016 عمليات الضغط بهدوء على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتعزيز المساعدات الاقتصادية للخرطوم.
فيما أكدت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، أن الخرطوم لم تتلق أي اتصالات رسمية من إسرائيل لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية، أسامة فيصل، في تصريحات للصحفيين بالخرطوم، الثلاثاء، إن موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولا يتزحزح.
وردا على سؤال لـ"العين الإخبارية" أكد فيصل أن "مواقف السودان دائمة وثابتة بشأن القضية الفلسطينية".