تنظيم داعش الإرهابي يوجه نشاطه إلى أفريقيا الغربية (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا والكاميرون)
بعد خمس سنوات من الغياب ظهر زعيم تنظيم داعش في وسائل الإعلام الإرهابية في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي. وفي ذلك الظهور أفصح البغدادي بنفسه عن نواياه، ليدَّخر المحللون الاستخباراتيون جهودهم في التنبؤ، فقد أوضح أن "المعركة اليوم ضد الأعداء هي حرب استنزاف". وأضاف "ننصح بإطالة مدة المعارك ضد العدو من أجل استنزافه وانهاكه قدر المستطاع في الميادين العسكرية، الاقتصادية، اللوجستية وفي كل المجالات".
بهذا التغيير، يصبح فرع التنظيم في الصحراء الكبرى الذي يتزعمه الصحراوي تابعاً للتنظيم بنيجيريا، وهكذا يتحول التنظيم إلى جماعة واحدة تنشط بكل من مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، الكاميرون وتشاد
وبعد الإفصاح عن خططه توجّه بتعليماته إلى كل ولاياته، وتحديداً الواقعة في أفريقيا الغربية (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا والكاميرون). هذه المناطق كانت مُهمَّشة خلال فترة انشغاله بتدمير سوريا والعراق. وقد حثَّ أتباعه بهذه الولايات على تكثيف الهجمات والحضور، خاصة جماعة الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى وولاية الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (بوكو حرام سابقاً).
وبالتزامن مع إيلاء المحللين العناية لنوايا البغدادي، سبق أن اعترفت وسائل إعلام داعش، في 18 أبريل/نيسان الماضي، بوجود ولاية وسط أفريقيا، التي حلَّت نسبياً محل القوات الديمقراطية الأوغندية المتحالفة، أما في مطلع شهر يونيو/حزيران الجاري فقد أعلن داعش عن حضوره في الموزمبيق.
وسيلاحظ القارئ أن هذه المناطق الإرهابية ليست متّحِدَة، وذلك أؤكد أنها مناطق شن الهجمات، لكنها ليست مناطق الاختباء والتخفي دائماً. ففي تنزانيا، على سبيل المثال، يمتلكون مراكز تدريب، لكن إلى حد الآن ليست لهم مصلحة في تنفيذ عملياتٍ في البلد.
وبالعودة إلى الجملة السابقة للبغدادي "... من أجل استنزافه وانهاكه قدر المستطاع..."، يمكن التوقُّع أن المحور الممتد من مالي إلى الموزمبيق هو الذي تم اختياره من طرف داعش لإضعاف أفريقيا، وحتى الآن، لم تتم ملاحقة داعش في أي منطقة غابوية باستثناء شمال نيجيريا، وعليه يجب أن تولى كل العناية للمنطقة، أين يمكن أن تطول حرب العصابات كثيراً، وبذلك يحقق داعش مبتغاه.
ومع أننا لم نذكر القاعدة، لكن لو اتحدت المجموعتان مؤقتاً، لاضطررنا لإضافة المناطق الملونة والتي تشمل الصومال، كينيا، موريتانيا والسودان (الأمر هنا يعتمد على من سيفوز في الانتخابات القادمة). وفي وقت كتابة هذا المقال تم الإعلان عن أن أبوسلمان المنغاوي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا الغربية، الذي جدد البيعة للبغدادي.
وبهذا التغيير، يصبح فرع التنظيم في الصحراء الكبرى الذي يتزعمه الصحراوي تابعاً للتنظيم بنيجيريا، وهكذا يتحول التنظيم إلى جماعة واحدة تنشط بكل من مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، الكاميرون وتشاد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة