خارطة انتشار لتنظيمي «داعش» و «القاعدة» في مناطق مختلفة حول العالم، ومصادر التمويل، تنشرها العين الإخبارية، استنادا لتقرير أممي.
وتطرق التقرير الأممي الموجّه إلى مجلس الأمن الدولي، لمناطق نفوذ التنظيمين الإرهابيين، وأسماء قادة الأفرع التابعة لهما، ومصادر تمويلهما، ومسارات التهريب التي تُستخدم لنقل السلاح والإرهابيين.
وحصلت «العين الإخبارية» على رسالة موجهة إلى رئاسة مجلس الأمن، من فانيسا فرايزر، رئيسة لجنة مجلس الأمن العاملة، بشأن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات.
ويرصد التقرير، الذي تنشره العين الإخبارية، على سلسلة حلقات لاحقة تتعلق كل واحدة بمنطقة جغرافية محددة، أنشطة داعش والقاعدة الإرهابيين في مختلف أنحاء العالم، وما طرأ عليهما من تطورات، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز الماضيين، وما يتطلع إليه التنظيمان في المرحلة المقبلة.
مصادر المعلومات
واعتمد فريق الرصد التحليلي على معلومات جمعها من عدة دول أعضاء في الأمم المتحدة، التقى ممثليها في نيويورك، أو من خلال الزيارات وتبادل الرسائل الخطية.
كما عقد الفريق اجتماعين إقليميين لأجهزة الأمن والاستخبارات، ضمن المعلومات التي حصل عليها خلالهما في التقرير، فضلا عن إرساله طلبات مكتوبة للحصول على معلومات محددة من عدة دول.
ووُزع التقرير على أعضاء مجلس الأمن في أغسطس/آب الماضي، واُعتمد كوثيقة رسمية للمجلس.
منهجية العمل
وحرص التقرير على تأكيد صعوبة الحصول على بيانات دقيقة حول أعداد «المقاتلين المتحالفين» مع الجماعات المرتبطة بتنظيمي «داعش» و «القاعدة»، لاسيما في مناطق النزاع.
ففي بعض مسارح العمليات يمكن أن يتحالف الأفراد مع أكثر من جماعة واحدة، موضحا أن الأرقام الواردة فيه عن أعداد الجماعات الإرهابية تعكس إما توافقا في الآراء أو مجموعة من تقديرات الدول المساهمة في إعداد التقرير.
وقسّم التقرير، جغرافيا الرصد، إلى 10 مناطق، منها غرب أفريقيا (الساحل الأفريقي)، التي بدا أنها "قاعدة الإرهاب العالمي الجديدة"، نظرا لزيادة أعداد المسلحين فيها، مقابل انخفاض ملحوظ في سوريا والعراق.
ورصد التقرير وجود صراعات داخل تنظيم "القاعدة"، ربما تكون سببا في مقتل زعيم التنظيم السابق في اليمن خالد باطرفي بالسم، وحدد التنظيم أسمين رجح أن يكون أحدهما هو زعيم "داعش" الجديد، وكشف أسماء قادة أفرع التنظيمين في مختلف مناطق العالم.
وفيما يلي المناطق التي شملها التقرير:
غرب أفريقيا
لم يتحسن الوضع في منطقة الساحل الأفريقي، في ظل توسيع "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" وتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، مناطق عملياتهما.
وتظل زعزعة استقرار بلدان المنطقة بالكامل في الأجل المتوسط خطرا محتملا ولا تزال تشكل هدفا لهذين التنظيمين، ويرافق ذلك استراتيجية تهدف إلى توسيع نفوذهما في الأجزاء الشمالية من بعض الدول الساحلية لتعزيز إمكانية وصول الإرهابيين إلى الموارد والممرات اللوجستية الضرورية لتوسعهما.
بيْد أن التهديد الأكبر في منطقة الساحل ما يزال يتمثل في "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" نظرا للمساحة الشاسعة التي تسيطر عليها أو تنشط داخلها.
ومع وجود ما يقرب من 5000 إلى 6000 مقاتل، لا تزال الجماعة تتوسع في بوركينا فاسو في الغالب، ولكن أيضا بشكل ملحوظ في مالي والنيجر.
لكن في شمال منطقة غاو، في مالي، لاحظ العديد من الدول الأعضاء انخفاضا في أنشطة الجماعة. ومع ذلك، تواصل اتباع استراتيجيتها المتمثلة في حصار بعض المدن مثل تمبكتو وكيدال في محاولة لخنق الاقتصاد المحلي.
أما في جنوب غار، فاعتمدت الجماعة نهجا مختلفا وزادت من هجماتها في منطقتي موبتي وسيغو، وكذلك في جنوب البلد.
ومن دون تهديد باماكو بشكل مباشر، تقوم الجماعة، من خلال كتيبة ماسينا التي تضم حوالي 3000 مقاتل تحت قيادة أمادو ديالو، المعروف باسم أمادو كوفا، بممارسة ضغط قوي متواصل على العاصمة عن طريق مهاجمة القوافل التي تدخلها أو تخرج منها.
وفي منطقة كايس في غرب مالي، سرّعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتيرة إنشاء الخلايا المحلية التي يشرف عليها الآن أعضاء كتيبة ماسينا الذين تم نشرهم لتطوير الأنشطة العملياتية.
أما في كاي، بمنطقة سيكاسو، فهناك زيادة في تحركات مقاتلي الجماعة وفي الأعمال الهجومية على الرغم من قلة الخبرة التي تتمتع بها الخلايا في هذه المنطقة التي تعد استراتيجية لأنها تتيح إمكانية الوصول إلى بوركينا فاسو، حيث تنشط الجماعة بحرية.
ولفت التقرير الأممي إلى قلق دول أعضاء إزاء الوضع في بوركينا فاسو. فجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تتمتع بحرية كبيرة في التحرك في جميع أنحاء البلد، وتزيد من الضغط على مختلف البلدات مع تقدمها جنوبا.
ويضم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى ما بين 2000 و 3000 مقاتل، وقد اتخذ من مالي والمنطقة الحدودية مع بوركينا فاسو والنيجر معقلا له.
وفي وسط وجنوب أفريقيا، ينشط القاعدة أيضا بنحو 250 إلى 350 عنصرا، وفي شرق أفريقيا، يضم "داعش" 300 إلى 500 عنصر، أما في شمال أفريقيا، للتنظيمين نفوذا في فزان (جنوب غرب ليبيا)، وبضع مئات تابعين لجماعة "أنصار بيت المقدس" في مصر.
العراق وبلاد الشام
وفي العراق وبلاد الشام، يضم داعش من 1500 إلى ثلاثة آلاف، أما في اليمن يضم "القاعدة" من ألفين إلى ثلاثة آلاف عنصر، و "داعش" من 100 إلى 150 عنصرا.
أوروبا
وفي أوروبا، يقول التقرير الأممي إن مستويات التهديد الإرهابي ارتفعت في جميع أنحاء القارة في أعقاب الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على قاعة كروكوس بالقرب من موسكو.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تلهم الدعاية المتزايدة العناصر الفاعلة لمهاجمة أهداف غير محصنة، بما في ذلك الأهداف المحيطة بالأحداث الرياضية في أوروبا،
ووفقا لتقديرات الدول الأوروبية حاليا، يشكل تنظيم داعش - خراسان، أكبر تهديد إرهابي خارجي لأوروبا.
وتظهر العمليات العديدة التي نُفذت ضد تنظيم داعش - خراسان في إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وتركيا والسويد وفرنسا وهولندا، بالإضافة إلى الكشف عن محاولات تنفيذ أعمال إرهابية وهي في مراحل التخطيط، استعداد التنظيم المتجدد وجهوده المضاعفة وقدرته المحتملة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق على الأراضي الأوروبية.
وعلى الرغم من تفكيك العديد من خلايا تنظيم داعش - خراسان في أوروبا، فإن الدعم اللوجستي والمالي لا يزال متاحًا للعناصر القادمة من أفغانستان، بحسب التقرير.
وسط وجنوب آسيا
أما في وسط وجنوب آسيا، فنشط "داعش – خرسان" بنحو 6 آلاف عنصر، فيما يملك تنظيم "طالبان – باكستان" في المنطقة نفسها من 6 آلاف إلى 6 آلاف و 500 عنصر يرافقهم حوالي 14 ألفا من أفراد أسرهم.
جنوب شرق آسيا
وفي جنوب شرق آسيا، ترتبط عدة جماعات بتنظيم "داعش".
وحذر التقرير من أن ثمة قلق متزايد لدى الدول الأعضاء إزاء التهديد الإرهابي النابع إقليميا من تنظيم داعش - خراسان وحركة طالبان باكستان، على وجه الخصوص.
وازداد القلق أيضا لدى تلك الدول من حركة السفر الجديدة إلى داخل أفغانستان لبعض أفراد تنظيم القاعدة، ومن أنشطة التدريب والتجنيد. بحسب المصدر.