داعش ينشر فيديو مبايعة منفذ مجزرة شيراز بإيران
نشر تنظيم داعش الإرهابي، مساء السبت، شريط فيديو قال إنه لبيعة منفذ الهجوم المسلح على مرقد "شاه جراغ" بمدينة شيراز جنوب إيران، الذي أوقع قتلى وجرحى.
وبحسب شريط الفيديو الذي نشرته وكالة أنباء "أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي، يظهر الشخص الملثم وهو يردد بيعته لزعيم التنظيم المعروف بـ"أبوالحسن الهاشمي القريشي".
وقال التنظيم إن "الانغماسي أبوعائشة العمري هو من نفذ الهجوم على مرقد للشيعة في مدينة شيراز جنوبي إيران".
ولم تتضح معالم هوية منفذ الهجوم الذي أوقع 15 قتيلاً بالإضافة إلى 30 جريحاً، خلال استهداف الزوار الإيرانيين في المرقد الشيعي، وقد تبنى التنظيم مساء الأربعاء الماضي مسؤوليته عن الهجوم.
وأبوالحسن الهاشمي القريشي هو الزعيم الثالث لتنظيم داعش الذي تمت مبايعته في مارس/آذار الماضي ويقال إنه عراقي يدعى "خطاب غزال عثمان الصميدعي".
وفي أعقاب الهجوم المسلح الذي وقع يوم الأربعاء، ربط كبار المسؤولين الإيرانيين الهجوم بالاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام، حيث اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، أن الاحتجاجات هي من مهدت الطريق لمثل هذه الأعمال الإرهابية، على حد قولهما.
أحد أركان النظام يعلق
من جهة أخرى، نفى عضو مجلس خبراء القيادة ومدير المجلس الأعلى للحوزة العلمية في قم مرتضى مقتدائي، اليوم السبت، وجود علاقة بين هجوم تنظيم داعش على مرقد في شيراز والاحتجاجات في الشوارع الإيرانية.
وقال مرتضى مقتدائي في مقابلة مع موقع "جماران نيوز"، "إنه لا علاقة بين حادثة شاه جراغ واحتجاجات اليوم في شوارع إيران"، مضيفاً "هذه لا علاقة له بمظاهرات الشعب، لكن هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم نوايا خبيثة ضد النظام الثوري والشعب".
ومقتدائي هو من رجال الدين المؤثرين بالمشهد السياسي الإيراني، وقد تولى العديد من المناصب منذ الثورة عام 1979، حيث تقلد منصب رئيس المحكمة العليا، والمدعي العام في إيران، وقاضي محاكم الثورة الإسلامية، والمتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية.
وفي غضون ذلك، استنكر الطلاب في أحد التجمعات الدعاية الحكومية لربط الهجوم على مرقد شاه جراغ ورددوا هتافات: "شاه جراغ، هذه خدعة أخرى" و"هذه الخطط تتكرر، داعش هو الحرس الثوري نفسه".
لماذا "ريكس"؟
من موضوعات شعارات اليوم مقارنة الهجوم على شاه جراغ بكارثة سينما ريكس خلال الثورة الإيرانية عام 1979.
واندلع حريق سينما ريكس في 19 أغسطس/آب 1978، ووفقا لبعض المراقبين والمؤرخين، كانت هذه بداية النهاية لنظام محمد رضا بهلوي.
وقبل الثورة، اتهمت الجماعات الدينية الثورية والقوات الحكومية بعضها البعض مرارا وتكرارا بالتورط في حادثة سينما ريكس بمدينة عبادان العربية الواقعة جنوب إيران.
ونسب بعض مؤيدي مؤسس النظام الراحل آية الله روح الله الخميني ذلك إلى جهاز المخابرات التابع لنظام الشاه المعروف بـ"السافاك"، ولكن في وقت لاحق شكك بعض المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في مثل هذه الرواية.
وفقط بعد الثورة، وبعد إعدام شخصين بصفتهما "مرتكبي الحادث"، أشارت عائلات ضحايا الحادث إلى دور المتطرفين الدينيين.
هجوم شاه جراغ
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، مساء الأربعاء، بوقوع هجوم مسلح دموي على مقام شاه جراغ في شيراز وهو أحد أبناء الإمام موسى بن جعفر الكاظم المدفون في بغداد وهو سابع الأئمة وفق المعتقدات الشيعية.
وكتبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أنه نتيجة لهذا الهجوم، قُتل 13 شخصا وأصيب 27 بجروح، إلا أن تقارير متضاربة نشرت في وسائل الإعلام الإيرانية حول عدد القتلى والجرحى.
وأعلنت صحيفة كيهان وصحيفة إيران أن عدد القتلى بلغ 15 وجرح 23، فيما كتبت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري أيضا أن عدد الجرحى بلغ 27.
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة "جام جام" التابعة للحكومة، أن 15 قتيلاً و19 جريحا. كما ذكرت صحيفة "أفتاب" الإصلاحية أن 13 شخصًا قتلوا وأصيب 21 آخرون.
وقال إسماعيل محبي بور، نائب حاكم محافظة فارس، إن خمسة عشر شخصا، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا في هذا الهجوم.
وصرح محبي بور في وقت متأخر من مساء الجمعة لوكالة الأنباء الرسمية "إيرنا"، "أن الشخص الذي نفذ الهجوم فقد حياته رغم كل الجهود لإبقائه على قيد الحياة"، مبيناً أن "هذا الشخص أصيب واعتقل بعد الهجوم وبعد رد فعل قوات الأمن وتم نقله إلى أحد مستشفيات شيراز لتلقي العلاج".
وأقيمت مراسم تشييع ضحايا هذا الهجوم اليوم في شيراز، وتم اليوم إعلان عطلة في جميع أنحاء محافظة فارس.