هجمات "داعش" تتراجع في الغرب 2018 بفضل القبضة الأمنية
عدة إحصائيات تكشف عن تراجع في عدد هجمات "داعش" بدول الغرب مع تزايد قدرة السلطات على إحباطها.
كشف مراقبون للتنظيمات الإرهابية أن هجمات تنظيم "داعش" في دول الغرب شهدت تراجعا ملحوظا خلال 2018، مقارنة بالأعوام الأربعة الماضية منذ اجتياحه الأراضي العراقية والسورية في 2014، لتهبط إحصائيات ضحايا التنظيم الإرهابي للمرة الأولى منذ ذلك الحين.
وقال المراقبون إن التراجع يرجع إلى تزايد قدرة السلطات الأمنية على إحباط الهجمات قبل حدوثها، بفضل القبضة الأمنية.
واستشهد المراقبون بأنه رغم هبوط عدد الهجمات إلا أن عدد محاولات الاعتداءات ظلت ثابتة، وهو ما يشير إلى أن "داعش" لا يزال يسعى إلى تنفيذ أكبر ضرر ممكن.
ويظل "داعش" التنظيم الإرهابي الأكثر فتكا في العالم، وما زالت هجماته في تصاعد مستمر بدول مثل أفغانستان والعراق.
لكن في الغرب لم تتراجع عدد هجماته فقط، بل تراجع كذلك الدمار الذي تسبب فيه.
وأشارت إحصائية، لبرنامج دراسة التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، إلى أن "داعش" نفذ 14 هجوما إرهابيا في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال 2015، و22 هجوما في 2016، و27 هجوما في 2017، لكن خلال أول 8 أشهر من 2018 نفذ 4 هجمات فقط.
وأوضحت الإحصائية أيضا أن حجم الخسائر تراجع كذلك، فبعد مقتل 130 شخصا في هجوم واحد بباريس عام 2015، و86 قتيلا خلال 2016 في نيس الفرنسية، و22 قتيلا في حفلة موسيقية بمانشستر البريطانية عام 2017، لكن في العام الجاري يظل أكثر هجمات "داعش" فتكا في دول الغرب ذلك الذي وقع بمتجر في فرنسا مارس/آذار الماضي وراح ضحيته 3 أشخاص فقط.
وخلصت بيانات جمعها مركز تحليل الإرهاب في باريس إلى أنه رغم خسارة "داعش" 99% من معاقله في العراق وسوريا إلا أن عدد محاولات تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا لم يتراجع.
وقال مدير مركز تحليل الإرهاب جين تشارلز بريسارد إنهم خلصوا إلى عدم وجود أي علاقة بين الهزائم العسكرية لداعش وخسارة معاقلهم بشدة التهديد الذي يمثله في العالم.
وأوضح أنه حتى إذا كان "داعش" يخسر عسكريا فإن إيدولوجيته الإرهابية ما زالت حاضرة في عقول هؤلاء الأفراد الذين يريدون تدمير الآخر.
وقال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية بيل روجيو إن السلطات الأمنية باتت أكثر قدرة على اصطياد الإرهابيين، بداية من مراقبة أوسع لوسائل التواصل الاجتماعي وحتى فهم أفضل للشبكات الإرهابية والتنسيق المكثف مع الدول الأخرى.
ومع ازدياد ظاهرة تجنيد "داعش" لإرهابيين في دول أجنبية عبر الإنترنت، قال المحللون إن السلطات الأمنية في دول الغرب تمكنت من اختراق العالم الإلكتروني، فعلى سبيل المثال أصبحوا يترصدون لهم في غرف المحادثات الجماعية بتطبيق "تليجرام" للمراسلات المشفرة.
وفي ظل تراجع عدد الهجمات الإرهابية ارتفعت أعداد المقبوض عليهم، ففي 2014 اعتقلت السلطات الأوروبية 395 إرهابيا، لكن في 2016 و2017 تعدى عدد المعتقلين 700 شخص، حسب بيانات جمعها كاسبر ريكاويك رئيس برنامج الدفاع والأمن بمركز "جلوبسيك" في سلوفاكيا.