صحفي غربي عذبه داعش يعود بعد تحريره لسؤال جلاديه: لماذا فررتم كالجبناء؟
لمدة 8 أشهر احتجز الإرهابيون البريطانيون "البيتلز" المصور الصحفي الإسباني ريكاردو فيلانوفا، لكنه رغب بعد 4 سنوات من تحريره في مواجهتهم
لمدة 8 أشهر احتجز إرهابيون بريطانيون منخرطون في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، المصور الصحفي الإسباني ريكاردو فيلانوفا، لكن بعد سنوات من تحريره رغب في النظر في عين اثنين من جلاديه.
رغبة ريكاردو في العودة مرة أخرى للشرق الأوسط للقاء اثنين من الفرقة الداعشية التي عرفت بـ"البيتلز"، جاءت بعد محاولات مراسل هيئة الإذاعة البريطانية كوينتن سومرفلي تتبع أطراف القصة ولقاء أبطالها.
ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالًا للصحفي سومرفلي تحدث فيه عن فيلانوفا، حيث قال إن المصور الصحفي الإسباني ذهب إلى سوريا عام 2011 لتغطية الحرب الأهلية، لكن بنهاية عام 2013 كانت الفوضى تضرب البلاد، وألقى تنظيم داعش القبض عليه واحتجزه كرهينة.
الرجال الذين ألقوا القبض على فيلانوفا كانوا عصابة من 4 أفراد من غرب لندن، لقبهم أسراهم بـ"البيتلز"، واشتهروا بالوحشية، أحدهم اسمه محمد إموازي، قتل في غارة لطائرة دون طيار عام 2015، والآخر عين ديفس، وهو محتجز حاليا داخل سجن في تركيا بعد توجهه تهم بالإرهاب ضده العام الماضي.
أما الاثنان الآخران المشتبه في أنهما جزء من المجموعة، فهما أليكسانده كوتي والشافعي الشيخ، وهما محتجزان في مكان غير معلوم في شمال سوريا.
والرجال الأربعة متهمون بقطع رأس 27 رجلا، لكن كوتي والشيخ، اللذين ألقى الأكراد القبض عليهم في يناير/كانون الثاني، ينكران أنهما جزء من خلية التعذيب.
أطلق سراح فيلانوفا عام 2014 بعد 8 أشهر عاشها في ظروف لم تكشف ملابساتها بعد، وعاد إلى بلاده على متن طائرة خاصة، حيث كانت الكاميرات في انتظاره، ولكنه فضل الصمت.
وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، إن الجرائم كانت مرعبة لدرجة أنه لم يرغب في أن يكون جزءا منها، لكن المراسل الذي كان يستعد لسماع أجزاء أخرى من القصة عبر الإرهابيين كوتي والشيخ تلقى تحذيرات من صحفيين مخضرمين أجروا مقابلات معهما، وقد أخبروه أنها كانت تجربة "محبطة ومثيرة للقلق".
حتى أن الصحفيين حذروه "ربما يحاولان أثناء المقابلة إرسال رسائل مشفرة عبر الإجابات"، مؤكدا أن إعطاء منصة لمثل هؤلاء الرجال لم يكن ما تريده أي مؤسسة إخبارية، فهما لم يظهروا أي ندم على كونهما جزءا من داعش، ولم يعبرا عن أي تعاطف مع الضحايا.
وخلال لقاء سومرفلي مع فيلانوفا، أخبره أنه يرغب ليس فقط في الحديث عن مأساته وإنما أراد لقاء الرجال الذين أسروه، وأنه يود النظر في أعين جلاديه.
فيلانوفا مثل كثير من الرهائن السابقين لا يقولون كثيرا عما تعرضوا له في زنازينهم المتجمدة، حيث قال إن "الأمر أشبه بأن تكون تحت سيطرة مختلين عقليا".
ولا يزال المصور الصحفي الإسباني يشعر بألم في أطرافه نتيجة الحجز ويفضل النوم على جهة واحدة، فلم يكن هناك سبيل للاستلقاء بشكل مستو داخل الزنزانة، حيث كان السجناء مكبلين مع بعضهم البعض حفاة منعا لهربهم، حتى أنه في بعض الأحيان كان معذبوهم ينامون في الغرفة المقابلة.
أما عن سجّانيهم البريطانيين، فكانوا يجعلونهم يشاهدون عمليات إعدام أصدقائهم، 19 رجلًا كانوا مسجونين معا ويتعرضون لتعذيب جسدي ومعنوي، وكان يتم توجيه أسلحة على أدمغتهم وتوضع سيوف على عنقهم، فضلًا عن تعرضهم للضرب.
وقال فيلانوفا إن مجموعة القتلة البريطانيين كانوا يصفون أنفسهم بنخبة تنظيم داعش، لكن عند سقوط الرقة كانوا أول من هرب من المدينة.
قبل لقاء ريكاردو المنتظر مع اثنين من سجانيه، جلس مراسل هيئة الإذاعة البريطانية مع كوتي والشيخ، اللذين قالا إنهما لا يلتقيان أبدًا مع أي من الرهائن. كان الاثنان متغطرسين وتبادلا المزاح ولم يظهرا أي ندم، وكان السؤال الوحيد الذي سأله الشيخ هو عن كيف صورهم الصحفيون، أما كوتي فرفض إجابة أي سؤال عما فعلوه لصالح داعش.
وعندما دخل فيلانوفا الغرفة حيث كانا بها، سألهم عما إذا كانا يريدان توجيه رسالة لبنات وأطفال الرجال الذين قتلوهم، كما أراد أن يعرف لماذا هربوا من "أرض المعركة" كالجبناء، تلك الأسئلة غيرت مزاجهم، ليصبحوا فجأة غير متعاونين ويرفضون الإجابة على أي سؤال، وعندما انتهى اللقاء وخرجوا من الغرفة، حاول فيلانوفا التقاط صورة للرجال الذين عذبوه وقتلوا أصدقاءه لكنهما عمدا لإغلاق النافذة، غير أنه تمكن من التقاط الصورة.