أسرى "داعش" الأجانب بسوريا.. قنبلة موقوتة
وسط رفض 47 دولة استقبال إرهابيي "داعش" المعتقلين في شمال سوريا، تواجه قوات سوريا الديمقراطية أزمة في احتجازهم للأبد.
تقف المدارس القديمة في شمالي سوريا حاليا كسجون حرب مؤقتة مليئة بأسرى تنظيم "داعش" الإرهابي، بينهم العديد من الأجانب من 47 دولة مختلفة ترفض بلادهم استقبالهم، ما يجعلهم بمثابة "قنبلة موقوتة"، في ظل مخاوف من هروبهم أو الاضطرار لقتلهم.
ويوجد نحو 7 مدارس قديمة تحولت إلى سجون للأسرى بعد هزيمة "داعش" في شمال سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية ومدعومة من الولايات المتحدة.
ويشكل الأسرى معضلة لا يبدو أن حلها سهل مع تنامي الحاجة إلى إنهائها، حسب تقرير حي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية؛ حيث تقاوم الدول الأم لهؤلاء الإرهابيين استقبالهم مرة أخرى خوفا من أن يزرعون التطرف بين السجناء المحليين.
بينما تواجه بعض الدول عقبات قانونية في محاكمة مسلحي"داعش" إذا تلقوهم محتجزين من قبل قوات سوريا الديمقراطية غير الحكومية وهو ما يعارض قوانينهم التي تحتم تلقي الأسرى والمعتقلين من حكومات أخرى.
ويجري جدال داخل الحكومة الأمريكية حول إمكانية استخراج بعضهم ليمثلوا أمام محاكم مدنية أو وضعهم في سجون حربية في جوانتانامو، إلا أن هذا الحل أيضا سيترك القدر يحدد مصير بقية الأسرى الذين سيبقون في سوريا.
ومن غير المرجح أن تحافظ قوات سوريا الديمقراطية على أسرى "داعش" للأبد، وهو ما يثير مخاوف من تهديد عالمي محتمل يتمثل في هؤلاء الأسرى، حسب كريستوفر كوستا المدير البارز السابق في مجلس الأمن القومي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية نحو 400 سوري متهم بالانضمام لداعش، حسب مسؤولين مطلعين على آخر بيانات رسمية غير معلنة، إضافة إلى 593 رجل من بلاد أخرى بينهم نحو 80 من أوروبا و40 روسيا و15 من فرنسا ومثلهم من ألمانيا.
ورغم التعزيزات الأمنية للسجون بدعم الجيش الأمريكي الذي يمول ترميم سجن حكومي سابق في الحسكة لاحتجاز 1000 معتقل، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية لا يمكنها أن تصبح سجن دائم لأسرى داعش الأجانب؛ وسط رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا ما ينذر بفقدان السيطرة على تلك السجون.
وقال السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام بعد لقائه مع مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية في جولة على السجون في شمالي سوريا، إنه غير قلق بعد الآن من فرار المحتجزين أو معاملتهم بطريقة سيئة، لكنه أبدى قلقه إزاء وضع قوات سوريا الديمقراطية غير المستديم، وهو ما ينذر باحتمالية هروب الأسرى أو قتلهم.