نساء "داعش" في سجن عراقي.. إضراب ينزع فتيل "القنبلة الموقوتة"
رغم تصاعد المطالب الدولية بضرورة إعادة عائلات وأطفال "داعش" من مراكز الاحتجاز في سوريا والعراق، فإن الملف لم يحظَ بكثير من الاهتمام على أجندات محاربة التطرف والإرهاب.
ومع تجاهل أغلب البلدان التي لها رعايا في مراكز الاحتجاز لاعتبارات عدة، الملف، أدى ذلك إلى تحويل تلك الأماكن لقنابل موقوتة، يُخشى أن تكون عوامل جذب لعناصر تنظيم "داعش"، والتي قد تدفعه لشن هجمات، لتحرير عوائله من أسر الحجز.
ومع التجاهل الدولي وغياب ملف عائلات "داعش" من أجندات محاربة التطرف والإرهاب، باتت القنبلة الموقوتة على وشك الانفجار، بعد إعلان ما لا يقل عن 400 امرأة دخولهن الأسبوع الثاني من إضراب عن الطعام في سجن شديد الحراسة في العاصمة العراقية بغداد.
إضراب السجينات
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن المجموعة المشاركة في الإضراب عن الطعام تضم رعايا أجانب من روسيا وتركيا وأذربيجان وأوكرانيا وسوريا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حوالي 100 طفل محتجز أيضاً في المنشأة.
وفيما وجهت إلى نساء "داعش" اتهامات بالانتماء للتنظيم الإرهابي، إلا أنهن يقلن إنهن تعرضن لمحاكمات وصفنها بـ"الجائرة".
وبعد سقوط تنظيم "داعش"، في العراق في العام 2017، اعتقلت السلطات المحلية عشرات الآلاف من الأعضاء السابقين، وجهت إلى بعضهم تهم الإعدام، فيما ظل النساء والأطفال محتجزين، في السجون السورية والعراقية.
إلا أنه مع غياب الاهتمام الدولي بملف عائلات "داعش"، واصلت سجينات في سجن الرصافة، ممن يقضين عقوبات لارتكاب جرائم مختلفة، ليست جميعها مرتبطة بالإرهاب، إضرابهن عن الطعام.
وبحسب "بي بي سي عربي"، فإن مقاطع فيديو أظهرت نساء هزيلات يرقدن بلا حراك على أرضيات حجرية صلبة، مشيرة إلى أن المجموعة المضربة لم تتناول الطعام منذ 24 أبريل/نيسان الماضي.
وتتراوح الأحكام التي تقضيها النساء ما بين السجن 15 عاماً والسجن مدى الحياة، فيما قضت السلطات العراقية بالحكم على بعضهن بالإعدام، لكن لم يتم تنفيذ أي إعدامات.
متحدثة من داخل السجن على هاتف محمول، قالت امرأة روسية، إنها لن تأكل أي شيء حتى إطلاق سراحها، مضيفة أنه حُكم عليها بالسجن 15 عاماً بعد محاكمة استمرت 10 دقائق.
وأشارت الى أن وثيقة الاعترافات كانت مكتوبة باللغة العربية وهي لغة لا تستطيع قراءتها، وأن الوثيقة ذكرت أنه ألقي القبض عليها في الموصل بينما كانت تحمل أسلحة، بينما تنفي السيدة هاتين المعلومتين.
اكتظاظ السجون
وزعمت السجينات أن 40 سيدة كانت تحتجز في زنزانة، وأنه كثيراً ما تعرضن للضرب ولمعاملة لاإنسانية.
وبينما اعترفت بعض النساء بالانضمام إلى "داعش" بسبب رغبتهن الخاصة بذلك، وغالباً ما شاركن في جرائم التنظيم الإرهابي، تزعم أخريات أنهن تعرضن للخداع أو الإكراه للانضمام إلى التنظيم.
وكانت وزارة العدل العراقية قد أعلنت في أبريل/نيسان الماضي إقالة مدير السجن، مستشهدة بـ"تسجيل صوتي" من السجن. وأقرت بأن سجن الرصافة تجاوز طاقته الاستيعابية بأربع مرات.
ودعت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، السلطات مؤخراً على تسريع عملية إعادة السجناء الأجانب المرتبطين بداعش.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز