"ثنائية مرعبة".. دواعش بـ"أسلحة ليبية ثقيلة" في نيجيريا
قبل أيام، اعترفت السلطات النيجيرية ولأول مرة بإسقاط مسلحين طائرة عسكرية، لكن المقلق أن العملية جرت بأسلحة ليبية ثقيلة.
والإثنين 19 يوليو/تموز الجاري، تحطمت طائرة تابعة للقوات الجوية النيجيرية، عقب تعرضها لإطلاق نار كثيف من جماعات مسلحة شمال غرب البلاد.
ولم تكن هذه الحادثة بعيدا عن تقرير أمني كشف عن إعادة تنظيم "داعش" الإرهابي تشكيل قواته في حوض بحيرة تشاد ومنطقة الساحل الأفريقي.
ففي تقرير لمعهد الدراسات الأمنية الأفريقية (ISS) جرى التحذير من اعتماد "داعش" على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق عبر غرب وشمال أفريقيا (ليبيا - الجزائر - مالي - النيجر - نيجيريا) لتسهيل تحركات المسلحين.
وتوقع التقرير الأمني أن يأتي نحو 120 من المسلحين، بمن فيهم العرب الذين سيتمركزون بشكل دائم في المنطقة وسيشكلون جزءًا من القيادة، من ليبيا.
لكن ما زاد الأمور تعقيدا ترجيح تقارير إعلامية ليبية أن إسقاط "قطاع طرق للمقاتلة النيجيرية بواسطة ترسانة من الأسلحة الليبية الثقيلة المهربة".
وبحسب تحليل لمركز الأبحاث الجيوسياسية في لاجوس فإن "هذه الجماعات استفادت من انتشار الأسلحة أثناء الصراع في ليبيا".
أما نقل ترسانة الأسلحة فتم عن طريق المهاجرين والبضائع من خلال الصحراء، لتمر بشكل خاص عبر مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ومن بين التقارير المفزعة لجميع دول الساحل والغرب الأفريقي أنه لأول مرة يهاجم فيها "قطاع طرق" الطيران الحربي النيجيري.
وهذه هي أول مرة تسقط فيها الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة طائرة عسكرية.
فضلا عن أنه من "النادر أن تتحدث السلطات عن هذا النوع من الهجوم، فخلال الحرب ضد تنظيم بوكو حرام، نفت الحكومة دائما أي هجوم على الشرطة، رغم إطلاق الإرهابيين النار على الطائرات والمروحيات".
كما أن الحادث وقع في الشمال الغربي النيجيري وليس الشمال الشرقي كما جرت العادة.
وبالعودة إلى معهد الدراسات الأمنية الأفريقية فإن تنظيم "داعش" اقترح إنشاء 4 ولايات في منطقة بورنو، شمال شرق نيجيريا، للإشراف على أنشطته في منطقة حوض بحيرة تشاد وخارجها.
مقترح قدمه تنظيم داعش إلى بوكو حرام في يونيو/حزيران الماضي مع خطط لخلافة (ولايات) جديدة في بحيرة تشاد، وسامبيسا، وتمبكتو، وتومبوما، سيكون لكل منها حاكم خاص.
وستكون جميع الولايات الأربع تحت سيطرة تنظيم "داعش" بقيادة الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، مما يشير إلى سيطرة مركزية على حقوق الامتياز.
وألمح المعهد إلى عملية دمج يجرى الإعداد لها حاليا؛ حيث عاد مسلحو بوكو حرام السابقون الذين غادروا إلى ليبيا على مر السنين، لأسباب مختلفة إلى حوض بحيرة تشاد.
وكشفت مقابلات مع أفراد مطلعين على هذه الحركات عن وصول نحو 80 مسلحا على دفعتين إلى نيجيريا من ليبيا في أبريل/نيسان الماضي.
وتخوض نيجيريا معارك في مواجهة زيادة في عمليات السطو المسلح والخطف من أجل الحصول على فدى، لا سيما في المناطق الشمالية الغربية، حيث تفشل قوات الأمن المنهكة في كثير من الأحيان في وقف عمليات الخطف.