العراق بعد داعش.. مفترق الطرق بين الوحدة والانقسام
لاستغلال الدروس المستفادة من معركة دموية استمرت 3 سنوات، يجب على العراقيين تقييم العملية السياسية بصورة شاملة
أصبح تحرير مدينة الموصل ومحافظة نينوى الأوسع نطاقا من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ونهجه المتطرف الوحشي، الموضوع الأساسي في محادثات كثير من العراقيين. ولاستغلال الدروس المستفادة من معركة دموية استمرت 3 سنوات، يجب على العراقيين تقييم العملية السياسية بصورة شاملة.
التحرير ليس حلا في حد ذاته، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، وينبغي أن يتم طرح أسئلة أساسية مثل: "هل يرغب العراقيون في بلد موحد أم مقسم في كل شيء ما عدا الاسم؟"، أو "ما الأفضل، نظام فيدرالي أم كونفدرالية؟"، أو "هل احتلال داعش لأراضٍ شاسعة من العراق تحذير كافٍ لهشاشة النظام السياسي والترابط الاجتماعي في العراق؟"، أو "هل يحتاج العراقيون إلى جرس إنذار مروع آخر يؤدي إلى إنهاء العراق التي نعرفها؟"، أو "هل يمكن أن يقول أحدهم بثقة إن الأحزاب العراقية فشلت في الاستفادة من دروس الأزمة؟".
نيوزويك قالت إن الفصائل المختلفة في العراق استغلت الدولة لخدمة مصالحها الخاصة، مستغلة الفوضى عندما واجهت العراق أزمة وجودية هائلة، متسائلة بسخرية مريرة حول عدد جرعات المضاد الحيوي المطلوبة للجسم العراقي حتى يغادره الإرهاب، وهو سؤال ملح يحتاج جميع العراقيين إلى الإجابة عنه.
وتابعت أنه لا ينبغي أن ننسى أنه بعد اكتمال تحرير الموصل، ستتحول عيون التحالف الدولي غربا نحو سوريا، العراق ليس محصنا مما يحدث في جارته، على حد قول نيوزويك، لذلك يجب على الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي خلق بيئة جديدة في المناطق التي تم تحريرها من أجل عدالة اجتماعية وعمل صيغة جديدة للتعايش.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، أظهر العراقيون إلى باقي العالم أنهم يتمتعون بقوة الشخصية لتطوير النسيج الاجتماعي والسياسي للدولة. وبمجرد أن يعالج العراق المشكلات الكبيرة الخاصة بحكم القانون والحكم وتوزيع العائدات والهوية، يجب أن يتغير التركيز بعد ذلك إلى تحديد ثقافة سياسية جديدة في العراق وعمل خريطة طريق لكونفدرالية تشمل حكومة كردستان الإقليمية، وهي الصيغة الأكثر حيوية للتعايش مع الأكراد.
ودعت المجلة إلى ضرورة الإسراع في تحقيق اللامركزية ومعالجة الفساد في العراق، وأنه يجب التصويت على التشريعات المفقودة، وتشمل قانون النفط المنتظر منذ فترة طويلة. لافتة إلى أن هذه العملية لن تكون سهلة، لكن كل هذه أمور ملحة وخطوات مهمة لشعب ومستقبل العراق.
واختتمت تقريرها بأن حكم العراق بعد التحرير سيكون الاختبار الحقيقي للقيادة العراقية، ولا سيما مع الاعتراف بأن الدولة في حالة ضعف من الداخل، وعليه يجب أن يكون تحرير الموصل بداية تعافي البلد.
ومن المهم تذكر أن وجود مقاتلي داعش في الموصل ولد جيلا جديدا من المؤيدين الصغار، ولذلك يجب الاعتراف أن طفرة جديدة وموجة قادة من التطرف من التنظيم لن تكون أقل خطورة وستسمر الرغبة الإرهابية وربما يتنقل التهديد إلى داخل المدن فضلا عن بعض المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الدولة.