فايننشال تايمز: تهديد داعش مستمر رغم هزيمته في الموصل
في الحرب ضد هذا التنظيم الإرهابي ربما لا يكمن التحدي الأكبر في هزيمته، لكن في منعه أن يبعث من جديد
على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "الانتصار الكامل" على تنظيم داعش في الموصل، أمس الإثنين، إلا أنه في الحرب ضد هذا التنظيم الإرهابي ربما لا يكمن التحدي الأكبر في هزيمته، لكن في منعه أن يبعث من جديد.
في عام 2006 تحالفت القوات الأمريكية مع القبائل العراقية وطردت فرعا للقاعدة في العراق. وبعد ذلك بـ8 سنوات، استغل الإرهابيون الفوضى والحرب الأهلية في سوريا وتجمعوا مرة أخرى في تنظيم داعش، حيث أذهلوا العالم باستيلائهم على الموصل وهجماتهم السريعة حول شمال العراق وشرق سوريا.
واليوم، استعادت القوات العراقية بدعم التحالف بقيادة أمريكية 6% من الأراضي التي خسرتها، لكن الصراع أبعد من أن يكون قد انتهى، على حد قول صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
هشام الهاشمي محلل عراقي قال: "أتوقع أن يتحول الأمر من معركة عسكرية إلى حرب مجتمعية"، متوقعا هجوما كبيرا على أوروبا من قبل داعش في وقت ليس بالبعيد جدا.
وينتاب معارضي داعش القلق من أن عناصره قد مهدوا الطريق إلى إعادة إحياء التنظيم الإرهابي، ونظرا للتجارب الماضية من عمليات قتل وحشي كنوع من أنواع الثأر، ربما يخشى السكان من مقاومة إرهابيي داعش المتبقيين، كما يعتقد أن كثيرا من أفراد داعش تسللوا بين المدنيين الهاربين، وهدفهم الآن هو زعزعة الاستقرار في المناطق التي تمت استعادتها منهم.
وبحسب الصحيفة، زرع داعش كمية القنابل الموجودة على جوانب الطرق حول الموصل، بالإضافة إلى الهجمات الانتحارية على مدن جنوب المدينة بما فيها معسكر اللاجئين.
وفي سوريا، تخشى المعارضة من أن أعضاء داعش يفرون إلى جبهة تحرير الشام؛ فرع سابق للقاعدة وتسيطر على الجبال الشمال غربي من محافظة إدلب، ويتكهنون بأن بعض محاربي داعش يمكن أن يحاولوا شن هجوم عدائي، أو ينضموا إلى الجماعة التي حاربت ذات مرة ضمن صفوف تنظيمهم. وإذا حدث ذلك، أردفت فايننشال تايمز أنها ستجعل استعادة التضاريس الوعرة في هذه المنطقة أكثر صعوبة حتى بدعم جوي أمريكي.
من ناحية أخرى، تقر الولايات المتحدة بالمخاطر التي يحتف بها الانتصار في الموصل. وفي بيان تهنئة لقوات الأمن العراقية بعد استعادتها للموصل، أشاد الجنرال ستيفن تاونسند، قائد عمليات التحالف الدولي، بقوى المليشيات العراقية والبيشمركة الأكراد لدورهم في المعركة، داعيا العراقيين إلى الوحدة والتأكد من هزيمة داعش في جميع أنحاء العراق.
لكنه حذر من أن مقاتلين منتمين لداعش ربما يكونون مختبئين في المدنية القديمة، وقال إن الانتصار وحده لا ينهي داعش، وإن معركة قاسية لا تزال في الأفق.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز