داعش الفلبين.. «إرهاب بالوكالة»
كيان متشظي لكنه بالغ الخطورة ويواصل نشاطه عبر جماعات محلية تحمل رايته، في «إرهاب بالوكالة» يقض مضاجع الفلبين والمنطقة.
وعاد الهجوم الإرهابي المروع الذي شهده شاطئ بوندي في أستراليا ليكشف عن روابط محتملة بين منفذي الهجوم والفصائل المسلحة في الفلبين، وخصوصا تنظيم داعش.
ووفقا لتقرير صحيفة «إكسبريس» البريطانية، كشفت التحقيقات الأولية أن المسلحين سافرا إلى الفلبين لتلقي تدريب في صفوف جماعات متطرفة، ما يسلط الضوء على استمرار نشاط داعش في جنوب شرق آسيا.
وفي ما يلي خمس نقاط رئيسية توضح طبيعة تهديد داعش في الفلبين:
1 - محاولات إنشاء دولة مستقلة
في عام 2017، حاول مسلحو داعش والفصائل الإرهابية المرتبطة به تأسيس كيان مستقل في جنوب الفلبين.
وبلغت ذروة هذه المحاولات خلال حصار مدينة ماراوي في جزيرة مينداناو الجنوبية، والذي استمر 5 أشهر من القتال العنيف بين المسلحين والقوات الحكومية، قبل أن تتمكن القوات الفلبينية من القضاء على القادة الرئيسيين واستعادة السيطرة على المدينة.
ومع ذلك، فإن حلم إنشاء "ولاية إسلامية" لم يتلاش بالكامل.
2 - مشهد معقد من الجماعات المسلحة
التهديد في الفلبين لا يقتصر على مجموعة واحدة، بل يشمل عدة تشكيلات مسلحة تعلن ولاءها لتنظيم داعش، وأبرز هذه الجماعات:

*جماعة أبو سياف: وهي مجموعة عنيفة تسعى صراحة لتأسيس "دولة إسلامية مستقلة" في جنوب الفلبين.
*جماعة ماوتي: التي شاركت في حصار ماراوي وتعمل بالتوازي مع أبو سياف.
*مقاتلو الحرية الإسلاميون بانغسامورو: جماعة منشقة عن «جبهة تحرير مورو» الإسلامية المعارضة لعملية السلام وتسعى لإقامة دولة إسلامية مستقلة.
*جبهة تحرير مسلمي مورو: كانت أكبر مجموعة انفصالية، وانخرطت لاحقًا في محادثات سلام، لكنها كانت في بعض الأحيان تخوض مواجهات ضد موالين لداعش.
3 - التهديد المستمر رغم إعلان النصر
على الرغم من إعلان الحكومة الفلبينية النصر على داعش قبل سنوات، إلا أن الهجمات المميتة ما زالت مستمرة، خاصة في مناطق مينداناو وأرخبيل سولو.
وتؤكد السلطات أنه من «المرجح جدا أن يحاول الإرهابيون تنفيذ هجمات»، والتي غالبًا ما تستهدف قوات الأمن، لكنها قد تشمل أيضًا الجماعات الدينية والسياح الغربيين.
4 - القوة البشرية: مئات المقاتلين والتجنيد النشط
يعتقد أن هناك مئات المقاتلين الموالين لتنظيم داعش ما زالوا ينشطون في الفلبين. ورغم انشطار الجماعات، إلا أن ولاءها العام لداعش مستمر.
كما أنها تواصل تجنيد عناصر جديدة مستغلة الفقر والمظالم السياسية والتاريخية، مما يوفر لها قاعدة بشرية متجددة.
5 -جهود الحكومة بين المواجهة العسكرية وإعادة الدمج
تعتمد الحكومة الفلبينية على سياسة مزدوجة لمواجهة التهديد، تجمع بين الضربات العسكرية ضد معسكرات الجماعات النشطة، ومبادرات سلمية لإعادة دمج المسلحين السابقين في المجتمع.
ومن بين هذه الجهود إنشاء منطقة "بانغسامورو" ذاتية الحكم في مينداناو، بهدف إشراك السكان المسلمين في الحياة السياسية وتقليل تأثير الجماعات الإرهابية على عمليات التجنيد.
وخلص التقرير إلى أن تنظيم داعش في الفلبين كيان متشظي لكنه لا يزال بالغ الخطورة، يواصل نشاطه عبر جماعات محلية تحمل رايته، ويستفيد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الهشة.
ويجعل ذلك من التنظيم تهديدًا مستمرًا يتطلب يقظة ومتابعة على المستوى الإقليمي والدولي، وفق المصدر نفسه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMSA= جزيرة ام اند امز