داعش يسابق الزمن لجمع أضخم ثروة في تاريخ الإرهاب
التنظيم الإرهابي يشن حملة أخرى -لكن في صمت- لجمع ما يستطيع من أموال بأقصى سرعة وتهريبها خارج خلافته المزعومة الآخذة في الانهيار.
في الوقت الذي يتركز الانتباه الدولي على خسارة "داعش" لأجزاء كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق، يشن التنظيم الإرهابي حملة أخرى في صمت لجمع ما يستطيع من أموال بأقصى سرعة وتهريبها للخارج.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، الخميس، إن ما يميز داعش عن تنظيم القاعدة، سيطرته الواسعة على الأراضي وقدرته على إيجاد مصادر تمويل داخلية؛ ما ساعده على أن يصبح أغنى تنظيم إرهابي في العالم بعائدات تصل إلى مئات الملايين سنويا،
وعلى الرغم من تأثير غارات التحالف الجوية المستمرة ضد داعش، على إنتاجه بشكل كبير، إلا أن التنظيم لا يزال محافظا على استمرار تجارته، خلافا لما كان يعتقده كثيرون نتيجة للهزائم التي يتعرض لها.
كما أن داعش يظل مسيطرا على أكثر حقلين إنتاجا للبترول في سوريا؛ "العمر "و"التنك" اللذين يمكنهما إنتاج ما يصل إلى 25 ألف برميلا يوميا.
ومنذ سنوات ويعتمد داعش على "الحوالات" لنقل أمواله عبر المنطقة ولشراء الإمدادات خصوصا تلك الخاصة بصناعة القنابل مثل المعادن والأسمدة وأجزاء من أجهزة الكمبيوتر.
لكن الآن يقول تجار الحوالات السوريين إن التنظيم أصبح يعتمد أكثر على تجار العملة ورجال الأعمال الذين بنى علاقات معهم لمساعدته على نقل أمواله إلى ملاذات واستثمارات آمنة خارج أراضيه.
وأصبح سباق التنظيم من أجل نقل أمواله إلى الخارج يشكل قلقا بالغا بالتزامن مع انتقال المعركة ضد داعش من سوريا والعراق إلى العواصم الأوروبية.
ومع انتشار أمواله خصوصا في أوروبا، يعتقد الأوروبيون أنه ربما يستغل هذه النقود في شن مزيد من الهجمات الإرهابية.
وفضلا عن محاولاته تهريب أمواله، يقال إن داعش يقوم بشراء فنادق وشركات ومستشفيات بالأرباح التي يجنيها.
ووفقا لمقابلات أجرتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مع أشخاص تمكنوا حديثا من الفرار من مناطق يسيطر عليها داعش، يبذل التنظيم قصارى جهده لإنتاج البترول، وفرض عملته الخاصة، في محاولة لجمع أكبر قدر من الدولارات للاستفادة منها في استثمارات تجارية وتحويلات مالية سرية.
وأفاد أحد أصحاب الصرافات الصغيرة في أنطاكيا التركية، الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي للصحيفة، أن زيارة المسؤولين الأمنيين له أصبحت أسبوعية للاطلاع على دفاتر الحسابات الخاصة بالصرافة، بعد زيادة تدفق اللاجئين السوريين في البلد وتحول مدينته إلى قناة لتهريب الأموال بطريقة غير مشروعة.
وعن ذلك تقول ريناد منصور، المحللة في معهد تشاتام هاوس البريطاني: "نظرا للخسائر التي يتكبدها التنظيم حاليا، أصبحت أولويته جمع الأموال. يحتاج داعش إلى الحفاظ على قوته ونفوذه المالي".
وفي السياق ذاته، أصبح بيع البترول إلى حكومة بشار الأسد أكثر شيوعا لدى داعش في الفترة الحالية؛ حيث يستغل التنظيم معاناة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية من نقص الإمدادات والوقود بسبب العقوبات الغربية، حسب تصريحات أدلى بها بعض التجار للصحيفة.
ويقول تجار العملة إنهم مجبرون الآن على بيع الجنيهات السورية والدولارات الأمريكية إلى ما يسمى "مكتب داعش الاقتصادي" أسبوعيا، مقابل العملات المعدنية الخاصة بالتنظيم الذي يسعى للحصول على كل العملات الصعبة المتاحة القابلة للتحويل.
ويدّعي بعض هؤلاء التجار أن داعش يستطيع أن يجني نحو مليون دولار يوميا من مبيعات البترول الخام.