"انقلب السحر على الساحر".. فيديو داعشي يفضح الإخوان
فيديو لتنظيم داعش الإرهابي، يكشف حقيقة ما حدث لشاب إخواني ادعت جماعته الإرهابية تصفيته على يد قوات الأمن المصري.
6 أشهر تفصل بين ادعاءات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وإعلامهم بشأن تصفية شاب إخواني يدعى عمر الديب على يد قوات الأمن المصرية، وبين فيديو أصدره تنظيم داعش الإرهابي أمس يكذب رواية الإخوان.
ويظهر في الفيديو الشاب الإخواني معلنًا انضمامه لولاية سيناء قبل مقتله ضمن خلية إرهابية في مواجهة مع قوات الأمن المصرية.
وتعود أحداث الواقعة إلى 10 سبتمبر/آب الماضي، حينما كشفت وزارة الداخلية المصرية عن كواليس مقتل "عمر" ضمن عناصر خلية أرض اللواء الإرهابية (بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة).
الخلية المكونة من مجموعة عناصر تكفيرية في شمال سيناء، استطاعت قوات الأمن التعامل معها من خلال استهداف أوكار اختبائهم، قبيل تنفيذهم لسلسلة من العمليات الإرهابية بالبلاد.
سارعت جماعة الإخوان الإرهابية عبر قياداتها وأبواقها الإعلامية، باللجوء إلى أسلوب "المظلومية المعتادة"، متهمين الأمن المصري بتصفية الشاب الإخواني عمر إبراهيم الديب (24 عامًا) بعد اختفائه قسريًا، بحسب ادعاءات الجماعة، أثناء قضاء عطلته بمصر، وهي الرواية التي فضحها إصدار داعش بالأمس.
وخلال 4 دقائق، ظهر الشاب الإخواني عمر الديب، في فيديو داعش، يلقي التحية فيه على أبو بكر البغدادي، ويروي فيه يومياته والتي بدأها بالحديث عن عدم التوفيق في أحد الكمائن، وأنه بصدد الذهاب إلى كمين آخر غيره، متوعدًا من أسماهم بالكفار المرتدين، قبل أن ينعاه التنظيم، ويكشف عن مقتله بعد إرساله للقاهرة في خلية إرهابية.
"مظلومية الإخوان".. الطريق إلى الهاوية
وتعد حالة مظلومية الإخوان، أبرز الميكانيزمات التي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد كل تورط جديد في قضايا إرهاب، في محاولة لاستدراك لفظ الشعب المصري لهم، والحصول على استعطاف شريحة ممن يجهلون حقيقة الوقائع.
رفعت عبد الحميد، خبير العلوم الجنائية ومساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، يقول لـ "العين الإخبارية": "ليست أول مرة التي تنهار فيها مظلومية الإخوان المعتادة، لكنها ربما المرة الأكثر وضوحًا حيث تفضح الجماعة الإرهابية التي ظلت طوال الأشهر الماضية "تتباكى" على هذا الشاب (يقصد عمر الديب)، ومن معه، وتدعي أن قوات الأمن قامت بتصفيته".
ويتابع عبد الحميد: "وكما يقولون انقلب السحر على الساحر، فها هي داعش التي ينضم لها أبناء الإخوان الفارون إلى خارج البلاد، تطيح بالمظلومية التي تربى عليها هؤلاء الشباب، كما تطيح بمصداقية وسائل الإعلام المأجورة التي تدعي منذ سنوات تصفية المئات من شباب الإخوان، دون تقديم دليل واحد".
الدواعش أبناء عمومة الإخوان
واعتبر الخبير الأمني رفعت عبد الحميد أن "الفيديو يكشف عن أن الإخوان والدواعش وجهان لعملة واحدة، قائلًا: بغض النظر عن اختلاف المسميات من الإخوان إلى العقاب الثوري إلى حسم إلى بيت المقدس إلى ولاية سيناء إلى داعش، الجميع يأكلون في طبق واحد وهو الإرهاب".
متفقًا مع ذات الرؤية يقول أحمد بان، الخبير المصري المختص في شؤون الحركات الإسلامية لـ "العين الإخبارية" إن "فيديو داعش بالأمس يؤكد أن المشهد الجهادي أصبح شديد السيولة، وأن التباين بين الجماعات الإرهابية لم يعد قائمًا بعد انتقال كثير من الصف الإخواني إلى الصف الداعشي، وكذلك الانتقال من حركات مثل "أحرار" و"حازمون" إلى "جبهة النصرة في سوريا"، وغيرها من الأمثلة.
ويضيف القيادي المنشق عن الإخوان: "من دلالات المشهد أن الدواعش كانوا الأكثر خبرة في الإرهاب ونجحوا في استقطاب الإخوان، فكان عنفهم أكثر جذبًا لهم من حركات إرهابية أقل من حيث الهيكل المالي والتواطؤ الإقليمي والدولي"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن "الفيديو يطرح جدلية حول مستقبل أبناء القيادات الإخوانية".
ورأى أن" تركيز داعش الحالي أصبح منصبًا على مخاطبة جماعة الإخوان، حيث أصبحت الأخيرة هي جمهور داعش المستهدف، فلم يعد مقبولًا لدى الدواعش أن يظل خطاب الإخوان المعلن يراهن على إحداث ثورة في الداخل بينما ينضم شباب الإخوان لصفوف داعش".
وعمر الديب، هو نجل القيادي الإخواني إبراهيم الديب الذي يصف نفسه عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" بأنه "كاتب ومفكر متخصص في تخطيط وبناء القيم والمحافظة على الهوية".
وادعى الديب الأب خلال الأشهر الماضية عبر أبواق إخوانية عدة تصفية نجله بعد انتقاله إلى مصر في أحد الإجازات الصيفية، قائلًا إن "عمر كان لديه حلم كبير لمصر وتمنى أن تكون مثل ماليزيا".
وكشف الفيديو الداعشي بالأمس، كذب ادعاءات والده الذي دأب على طلب الدعاء لابنه واصفًا إياه بالشهيد على يد من أسماهم بقوات الأمن الغاشمة، دون أن يعلق خلال الساعات الماضية على اعتراف نجله بالانضمام لداعش، وكشف التنظيم عن حقيقة ما حدث في المواجهة مع الأمن.
الإخوان وأداة "الاختفاء القسري"
اتفق كل من "عبد الحميد" و"بان" بشأن نهاية ميكانيزم الإخوان في استخدام أداة "الاختفاء القسري"، التي تهدف بها الجماعة الإرهابية إلى الإرهاب المعنوي للمصريين، موضحين أن فيديو داعش الأخير يكشف انهيار استخدام هذه الأداة، وعدم قدرة الإخوان على المتاجرة بهذه الأداة فيما بعد.
وأوضح "بان" لـ"العين الإخبارية" أن "انضمام عمر لتنظيم داعش، دليل على انضمام العشرات غيره، وهو ما يكشف ميكانيزم الإخوان التي لطالما حاولت الاحتياط عندما تعلم بالتحاق أحد عناصرها لتنظيم داعش، وهو مشابه لميكانزم الحديث عن جناحي الإخوان، وأن هناك مجموعة انشقت منهم".
من جانبه، أوضح "عبد الحميد" أن "الفيديو الداعشي ينسف مصداقية الإخوان، التي انتحرت سياسيًا على مدار السنوات الأخيرة، في مقابل الحرب التي تخوضها الدولة المصرية في مواجهة عمليات الإرهاب التي ينفذها أبناء الإخوان"، مطالبًا في الوقت نفسه "من يتبنى الدفاع عن أي مختف قسريًا تقديم بلاغ رسمي ليثبت صحة إدعائه".
وتلجأ جماعة الإخوان المسلمين إلى اسخدام أداة "الاختفاء القسري"، لتوفير غطاء لانضمام شبابها الهاربين من مصر، إلى الجماعات الإرهابية، موجهة ادعاءتها المسمومة إلى النظام الحالي، بهدف كسب تعاطف منتميها من جهة، ولفت انتباه المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، لتخرج بعدها تقارير الانتهاكات التي فقدت مصداقيتها داخليًا وخارجيًا.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA=
جزيرة ام اند امز