"واشنطن بوست" تستعرض رحلة فتاة من هولندا إلى داعش
رحلة بنت فاطمة من هولندا إلى مخيم الهول الموجود في قلب الصحراء السورية أخذتها عبر مراحل صعود وانهيار التنظيم
كان للنساء في تنظيم داعش الإرهابي دور في الدعاية التي عمل على ترويجها، حتى بتن شركاء في الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون.
فالهولندية "بنت فاطمة" كانت واحدة من نحو 200 ألف سيدة ظللن مع تنظيم داعش حتى نهايته.
رحلة بنت فاطمة من هولندا إلى مخيم الهول السوري جدد جدلا عالميا حول إن كانت آلاف من النساء مثلها متآمرات أم ضحايا؟ وما إن كان إعادتهن إلى أوطانهن ضرورة أخلاقية أم تهديد أمني؟
- "نساء داعش" الألمانيات.. براءة "واهية" وقنابل جاهزة للانفجار
- وزير خارجية ألمانيا: داعش ما زال يمثل خطرا وعمل التحالف لم ينته
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التقت لأول مرة مع الشابة "بنت فاطمة" نهاية يوليو/حزيران، قرب مدخل مخيم الهول في شمالي شرق سوريا، الموجود به نحو 70 ألف سيدة وطفل.
ووافقت الصحيفة على تحديد هوية الشابة بلقب العائلة فقط، خوفا على سلامتها حال علم الموجودون بالمخيم أنها تحدثت مع وسيلة إعلامية.
مع الأوضاع المتدهورة وإحكام سيطرة المتطرفين داخل مخيم الهول، وصفته الشابة الهولندية بـ"عالم مختلف"، وعلى الرغم من رغبتها في العودة إلى بلدها، علمت أن لدى الحكومة ارتياب حيال الأمر، قائلة "لا أعلم ما هي نهايتي".
رحلة نحو الخلافة المزعومة
بعد أسبوعين من عيد مولدها الـ16 انطلقت بنت فاطمة عام 2014 نحو دولة الخلافة المزعومة، وأخفت حقيقة رحلتها بوصفها بأنها رحلة مدرسية، وفقا لرواية شقيقتها الكبرى مريم.
فالفتاة الداعشية "بنت فاطمة" أخبرت عائلتها بأن المدرسة ذاهبة في رحلة إلى بلجيكا، ولم يكن لديهم سبب للشك في الأمر، إذ سافرت إلى برلين العام السابق، وبعثت لأسرتها بصور لها وهي ترتدي جلبابا يغطي رأسها.
وتقول شقيقتها مريم إن "والدتي، وهي مهاجرة مغربية، اتصلت بهاتف شقيقتي عدة مرات، فلم ترد، وحين لم تعد إلى المنزل يوم الجمعة، وهو المخصص لعودتها من الرحلة المدرسية، زاد قلق الأسرة مع كل ساعة تمر".
وقالت مريم خلال مقابلة أجريت معها إنه ساروها شعور سيئ، وطلبت من والدتها تفتيش حجرة بنت فاطمة.
وأضافت "أن بنت فاطمة أخبرتنا أن لديها تذكرة أخذتها إلى إسطنبول، ومن ثم علمنا ما بعدها، ففي بعض المجتمعات، الرحلات غير المعلنة إلى المدينة التركية أصبحت اختصارا للسفر للانضمام إلى تنظيم داعش".
وقالت مريم "في هذه اللحظة اكتملت الصورة، كل العلامات التي لم ترها ربما رأيتها لكن لم تصدقها أبدا".
كانت الأسرة تعتبر نفسها طبيعية، وقالت مريم إنهم كانوا "يحتفلون بالمناسبات الدينية وكانت والدتها ترتدي الحجاب، لكن الثلاث فتيات لم يكن متدينات بشكل كبير".
لكن عبر الإنترنت، كانت الفتاة تعيش حياة مختلفة، وقال مسؤول استخبارات هولندي تعقب قضية بنت فاطمة "كانت مقتنعة تمام الاقتناع، إذ بدا أن منشورات شبكات التواصل الاجتماعي تتحدث في تناغم وتحثها على الانضمام لداعش".
خلال مقابلة واشنطن بوست، زعمت بنت فاطمة أنها رأت الخلافة المزعومة "يوتوبيا دينية" أو "مدينة فاضلة دينية"، مضيفة "جئت حقا من أجل الدين".
وقال المسؤول الأمني الهولندي "إن بنت فاطمة بعد عام من انضمامها لداعش كانت تخبر عائلتها أنهم يخونون دينهم ويعيشون في أرض المرتدين".
وفي نهاية عام 2016، صنفت الحكومة الهولندية الفتاة الداعشية رسميا بأنها إرهابية، كما حذر مسؤولو الاستخبارات الهولندية من أنه لا يجب الاستهانة بدور النساء في التنظيم الإرهابي.