"الشروق" المصرية تعيد طباعة "قراءات في الفكر الإسلامي"
"قراءات في الفكر الإسلامي" يزيح الغبار عن الجانب العقلي في الثقافة الإسلامية، مؤكدا أن الدين الإسلامي كان ثورة تقوم على تحرير الإنسان.
أعادت دار الشروق في مصر طباعة كتاب "قراءات في الفكر الإسلامي" للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي.
وصدرت الطبعة الجديدة في 100 صفحة، وجاء في مقدمته أن الكتاب هو خلاصة محاضرات قدمها الشرقاوي للإذاعة خلال ستينيات القرن الماضي لتوضيح المبادئ السامية التي جاءت بها رسالة الإسلام، ما دفع بعض علماء الأزهر للمطالبة بتدريس الكتاب في المقررات الدراسية.
ويعمل كتاب "قراءات في الفكر الإسلامي" على إزاحة الغبار عن الجانب العقلي في الثقافة الإسلامية، مؤكدا أن الدين الإسلامي كان ثورة إنسانية تقوم على تحرير الإنسان.
وتلفت المقدمة إلى أن المقصود بهذه الثورة نبذ العنف والإرهاب وتحرير الإرادة الإنسانية وتبني رؤية مستنيرة لتغيير الواقع.
ويؤكد الشرقاوي في الكتاب جوهر رسالة الإسلام في الدفاع عن قيم الحق والخير والعدل، ويشير إلى أن الحرية في الإسلام ليست حقا للإنسان فحسب وإنما هي شرط للوجود الإنساني وهي أساس التكليف الشرعي وشرطه.
ويرى الكتاب أن سياسة الحكم في الإسلام هي ثمرة الحوار بين الحاكم والمحكوم.
ويجدد الكتاب التذكير بقيمة العلم ومكانته في الإسلام، فالعلم مفضل على الجهاد والعبادة، لأنه جهاد في سبيل الله أيضا كما أنه مسؤولية لأنه ثمرة الإيمان والرفعة مرتبطة بالعلم ولعلها مكانة العلماء هي الطبقية الوحيدة التي يسمح بها الإسلام، فالتمايز بالعلم والتقوى يقود إلى العمل الصالح وواجب العلماء حماية الحقيقة .
ويواجه الكتاب وجود فئة من رجال الدين يصفهم بـ"المحتكرين" الذين يريدون كهنوتا خاصا "وهم الفئة الأخطر على الإسلام لأنهم متعصبون يضرون أكثر ما ينفعون وهم حرب على التقدم، والتقدم هو جوهر الإسلام"، وواجب الحكام المسلمين البحث عن نفر من الفقهاء المجتهدين المجددين الذين يدركون "نقاء الإسلام" والحرص الصادق على إعادة صياغة المجتمع ليصبح قائما على العدل والإخاء ولتكون الكلمة للحق.
عبدالرحمن الشرقاوي هو أحد أبرز رجال الفكر والصحافة المصرية ولد في 10 نوفمبر 1921م وتخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943.
بدأ حياته العملية بالمحاماة، ثم عمل بالصحافة في مجلة الطليعة في البداية ثم مجلة الفجر، وعمل بعد ثورة 23 يوليو في صحيفة الشعب ثم صحيفة الجمهورية، ثم شغل منصب رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، وعمل بعدها في جريدة الأهرام، كما تولى عددا من المناصب الأخرى منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب، ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف.
وعرف عبدالرحمن الشرقاوي بكتاباته الواقعية وكان من أوائل من قدموا عالم القرية المصرية في روايته "الأرض " التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بنفس الاسم من إخراج يوسف شاهين عام 1970.
وكان من أشهر المبدعين الذين واصلوا مسار استلهام السيرة النبوية وقضايا الفكر الإسلامي الذي بدأه الكتاب المصريون الكبار مثل عباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل وقدم أعمالا مسرحية أبرزها "الحسين ثائراً"، و"الحسين شهيدا"، بالإضافة لمسرحيات "مأساة جميلة" والفتى مهران، والنسر الأحمر، وأحمد عرابي.
أما في مجال التراجم الإسلامية فقد كتب محمد رسول الحرية، وعلى إمام المتقين، والفاروق عمر، كما شارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبدالحميد جودة السحار.
وحصل عبدالرحمن الشرقاوي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولى.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز