"التعاون الإسلامي" تدين اغتيال الخبير العراقي هشام الهاشمي
المنظمة دعت الحكومة العراقية إلى الكشف عن مرتكبي الجريمة وتقديمهم إلى العدالة.
أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، الثلاثاء، اغتيال الباحث السياسي والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، الذي اغتيل من قبل مجموعة مسلحة وسط العاصمة العراقية بغداد.
وعبرت الأمانة العامة للمنظمة، في بيان، عن خالص تعازيها لحكومة وشعب العراق ولذوي الفقيد، داعية الحكومة العراقية إلى الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة.
وجدد البيان وقوف وتضامن منظمة التعاون الإسلامي مع العراق في تصديه للعنف وفي جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
واغتيل الباحث العراقي هشام الهاشمي، مساء الإثنين، أمام منزله شرقي بغداد برصاص مجهولين، فيما تعهد الرئيس العراقي بتقديم الجناة للعدالة وأطلق اسمه على أحد شوراع بغداد تخليداً لذكراه.
ويعتبر الهاشمي ناشطا عبر مواقع التواصل، ومدافعا شرسا عن سلطة القانون والدولة، وهو أيضا خبير أمني معتمد من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية وعدد من جامعات ودور البحث في العالم.
وأثرى العديد من تقارير الصحفية بقراءاته الأمنية الدقيقة، ورؤيته للعديد من المستجدات ببلاده، فكان ملما بالخفايا والخبايا، قادرا على تقديم تحليل مترابط ومنطقي قائم على تسلسل علمي يجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الأمنية.
وطوال حياته، تعرض الهاشمي للكثير من التهديدات من قبل التنظيمات المتطرفة، لكنه استطاع البقاء بمأن من أي استهداف حقيقي قبل أن تحصد روحه رصاصات غادرة في أوج استهدافه من قبل ميليشيات طهران ببلاده.
وولد عام 1973 في بغداد، ونهل من مشارب أكاديمية مختلفة، فهو الحاصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد، قسم الإحصاء، لكنه أيضا المؤرخ والباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة، والمختص بملف تنظيم داعش وأنصارها.
واكتسب خبرة واسعة في شؤون الجماعات الإسلامية العراقية، فلقد تابعها منذ نحو ربع قرن، وعمل في تحقيق المخطوطات التراثية الفقهية والحديثية.
اختبر مرارة السجن في عهد صدام حسين، ثم غادر زنزانته في 2002، ليدخل، عاما بعد ذلك، عالم الصحافة وبدأ يشارك في كتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية.
عمل على كتابة مدونة عن خارطة الجماعات المسلحة في العراق، ما جعله دائما بمرمى الإرهابيين والمتطرفين، وهدفا لجميع المارقين والفاسدين ممن يخشون قراءاته وتحليلاته العميقة وتقييمه للأشياء.
وتعتبره التنظيمات المتطرفة والميليشيات المدعومة إيرانيا "مرتدا" و"عميلا"، بسبب مواقفه المناهضة لهم، ولأنه أول من كشف قيادات داعش من العراق و سوريا، وقدم أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عمله.
وفي رصيده العديد من الكتب التي تناولت التطرف بعين خبيرة، وبدقة الباحث الأمني، فكان العدو اللدود للمتطرفين، وكان اغتياله وفق جميع المقربين منه، مسألة وقت لا غير، حتى أنه كان دائما يسر لمقربيه بأنه كلما غادر منزله، كان يتملكه شعور بأنه لن يعود إليه أبدا.