مذكرة تعاون بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي و"العالمي للمجتمعات المسلمة"
أبرم كلٌّ من مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، مذكرة تعاون في مجالات عدة.
تهدف المذكرة إلى التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات لمواجهة القضايا المعاصرة والمستجدة التي تظهر في المجتمعات المسلمة خارج الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وسعياً لمدّ جسور التعاون بينهما في المجالات المشتركة.
وقع المذكرة الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والدكتور قطب مصطفى سانو، أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وذلك في مقر المجلس بأبوظبي.
وتسعى الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في دعم ومساندة المجتمعات المسلمة خارج الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وتنظيم حياتها طبقا لمقاصد الإسلام وقيَمه، من خلال رصد النوازل والإشكاليات والقضايا الفقهية المستجدة، وتقديم الفتاوى والحلول المناسبة لها، بما يحقق مصالح تلك المجتمعات ويسهم في اندماجها في أوطانها.
كما تهدف مذكرة التعاون إلى تنظيم الدورات التدريبية لتكوين وتأطير المفتين والأئمة والوعاظ والإداريين في المجتمعات المسلمة بما يسهم في تكوين جيل جديد من القيادات، قادر على مواجهة تحديات العصر بروح الإسلام السمحة.
وبموجب تلك الاتفاقية، سيتم العمل على تعزيز قيم وثقافة الحوار والعيش المشترك لتحقيق اندماج المجتمعات المسلمة في دولها، وتقديم صورة الإسلام الحقيقية للعالم بما يسهم في مواجهة ثقافة الخوف من الإسلام "الإسلاموفوبيا"، ويعزز قيم التسامح والسلام في تلك المجتمعات.
واتفق الطرفان على نشر وترجمة الكتب والأبحاث العلمية المعاصرة التي تُعنى بنقد ظاهرة فوبيا الأديان، وخطاب الكراهية وأسباب الازدراء بالرموز الدينية والثقافية، وكذلك نشر وترجمة كتب التراث النفيسة التي تُظهر أسبقية الشريعة الإسلامية في مجال تعزيز العيش المشترك، بجانب تبادل مصادر المعرفة والتعليم، والإصدارات العلمية المتعلقة بقضايا التراث الإسلامي، والحوار بين أتباع الأديان الأخرى، ومظاهر فوبيا الأديان، وخطابات الكراهية، وأسس العيش المشترك وصراع الحضارات.
وقال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن "مذكرة التعاون مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي تأتي في إطار خدمة المسلمين أينما كانوا في العالم، وسنعمل من خلالها على تقديم فتاوى عصرية قائمة على اجتهاد يراعي ظروف المكان والزمان".
وأشار إلى أن "هناك عدة مبادرات تتمخض عن هذه الاتفاقية من أبرزها تأهيل مجموعة من المفتين في المجتمعات المسلمة من خلال دورات وأنشطة ينظمها مجمع الفقه الإسلامي لهم حتى تتكون قاعدة بيانات في الدول المختلفة من المفتين المؤهلين والمتمكنين شرعيا ولديهم خلفية عن الدول التي يعيشون فيها من حيث القوانين والثقافة السائدة والتحديات التي تواجه المسلمين حتى تكون الفتوى مناسبة لتلك المنطقة".
وأضاف رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن "المجمع سيتولى إصدار الفتاوى العاجلة التي تتعامل مع الحالات الطارئة في المجتمعات المسلمة"، متمنيا أن "يساهم هذا التعاون في تقديم خدمة للمسلمين أينما كانوا في مجال الفتوى الإسلامية".
كما أبدى الدكتور قطب مصطفى سانو، أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي، سعادته بتوقيع مذكرة تعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي يعد شريكا استراتيجيا للتواصل مع المجتمعات المسلمة خارج دول العالم الإسلامي لما له من خبرات تربوية وتعليمية ودراية بواقع تلك المجتمعات المسلمة.
وأكد أن "المجمع يرى أنه يجب التعاون مع المجلس في كل ما يتعلق بقضايا المسلمين خارج الدول الإسلامية".
وأوضح أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي أنه "سيتم التعاون من خلال هذه الاتفاقية عبر جملة من الأنشطة والبرامج التي تمكن المجتمعات المسلمة من الاندماج الإيجابي في المجتمعات التي يعيشون فيها والمشاركة في بناء دولهم ومجتمعاتهم".
ولفت إلى أنه "سيتم العمل على تأهيل المفتين والمفتيات في تلك الدول لكي يصبحوا على مستوى المسؤولية من حيث الخطاب الديني، لبلوغ خطاب معتدل وسطي يرفض العنف والتطرف والإرهاب ويؤمن بالتعايش السلمي بين مكونات المجتمع على كافة الأصعدة".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز