أنتيكيثيرا.. جزيرة يونانية تطلب سكانا مقابل 500 يورو شهريا
الانتقال للعيش في أنتيكيثيرا ليس بالأمر السهل، فالكنيسة مسؤولة عن اختيار السكان الجدد بعد إجراء مجموعة من التصاريح يجب الحصول عليها.
من منا لا يحلم بالعيش في مكان هادئ، امتلاك منزل، قطعة أرض وراتب شهري مناسب، الفرصة التي يمكن تحقيقها في أنتيكيثيرا، الجزيرة اليونانية التي تبحث عن سكان جدد لها، بعد أن هجرها مواطنوها بسبب الأزمة الاقتصادية.
حملة أطلقتها الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في عام 2018، طالبة انتقال العائلات للعيش بها، مقابل الحصول على منزل، قطعة أرض وراتب شهري يقدر بـ500 يورو لمدة 3 سنوات، ومنذ بداية المبادرة، جمعت البلدية حوالي 15 طلباً من عائلات تعاني من ظروف اقتصادية سيئة.
وتتميز الجزيرة المهجورة والتي تسمى (لؤلؤة الجزر الأيونية) الواقعة بين كريت وبيلوبونيز، بين البحرين الأيوني وإيجه، بالمنحدرات العالية المطلة على البحر، والخلجان والكهوف الخفية التي يجب اكتشافها، والتي تنبعث منها رائحة إكليل الجبل، الوجهة التي تعتبر حقاً قطعة من الجنة بعيدة عن الزحام والضوضاء، لكن مشكلتها الوحيدة هجرة السكان منها، وانخفاض معدل المواليد، وشيوخة مواطنيها، الأسباب التي تهدد بقاء الجزيرة، الأمر الذي جعل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية تطلق حملة لإعادة إسكانها، من خلال طلب سكان جدد مستعدين للمجيء والعيش بها مقابل منزل عائلي، قطعة أرض لزراعتها أو لبدء مشروع تجاري وراتب شهري قدره 500 يورو.
ويعيش في جزيرة أنتيكيثيرا 40 شخصاً فقط، يتركزون جميعاً في القرية الرئيسية بوتاموس، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وعلى الرغم من مناسبة العرض لكثير من الأشخاص والعائلات، فإن القبول والانتقال للعيش بجزيرة أنتيكيثيرا ليس بالأمر السهل الذي قد يتخيله البعض، فالكنيسة مسؤولة عن الاختيار السكان الجدد بعد إجراء مجموعة صارمة من التصاريح التي يجب الحصول عليها والخطوات التي يجب التغلب عليها، منها أن تكون كل عائلة لديها ما لا يقل عن 3 أطفال.
ووفقاً لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، قبل أسابيع قليلة، وصلت العائلة الأولى رسمياً للعيش في الجزيرة، مكونة من زوج وزوجة و3 أبناء، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و8 و6 سنوات، والذين يعتبرون أول تلاميذ المدرسة التي أعيد فتحها بعد 24 عاماً من الإغلاق.
وقال العمدة أندرياس هارهالكيس: "أود رؤية أنتيكيثيرا مرة أخرى كما كانت قبل 40 عاماً عندما كنت صغيراً؛ حيث كان يعيش بها حوالي 300 شخص، فنحن نبحث عن الخبازين والبنائين والصيادين، ولكن المشكلة هي دائماً معدل البطالة في اليونان الذي يقدر بنسبة 18.5٪، وهو أعلى مستوى في أوروبا، العامل الذي أدى إلى هجرة السكان من الجزيرة".