أمسية فنية رائعة مزجت بين سحر الموسيقى وجماليات الرسم استضافتها جزيرة العلم بالشارقة الخميس في إطار احتفالات الشارقة بيوم العَلَم
في أمسية فنية رائعة، مزجت بين سحر الموسيقى وجماليات الرسم في آنٍ واحد، استضافت جزيرة العلم بالشارقة، الخميس، الفنان الإيطالي روبرتو أماديه، الذي قدم حفل "كاموفلاج" رائعًا، في إطار احتفالات إمارة الشارقة بيوم العَلَم.
وشهد الحفل كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وأحمد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في (شروق)، ويوسف موسكاتيلو، مدير جزير العلم، إلى جانب فرق عمل الوجهات السياحية التابعة لـ(شروق) في إمارة الشارقة.
ونجح أماديه أن يقدم خلال الحفل الذي شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، عرضاَ فنياً ينبض بالطاقة الإيجابية والحيوية، وبث هذه الطاقة في نفوس الحاضرين، وقد تجلى ذلك من خلال التفاعل الكبير الذي أظهره الجمهور مع العرض، الذي استخدمت فيه مجموعة من ألوان الأكرليك في الرسمالى جانب العزف الموسيقي على آلتي البيانو والجيتار.
ومع قيامه بالعزف الموسيقي، استطاع أماديه أن يرسم لوحة تجريدية مستوحاة من انطباعه عن علم دولة الإمارات العربية المتحدة، على قطعة كبيرة من القماش، إلى جانب عزفهلمقطوعته الموسيقية التي ألفهاخصيصاً لهذا الحفل وتفاعل معها الجمهور طرباً، ليقدم بذلك تجربة صوتية ومرئية فريدة تجمع بين الموهبتين ستظل خالدة في أذهان كل من حضرها، كما قدم عدداً من المقطوعات الموسيقية الأخرى أبرزها فولاري، وإيلموندو، ونسون دورما.
وكان أماديه قد نظم قبل الحفل ورشة عمل غنائية ارتجالية جاءت تحت عنوان "كتابة كلمات أغنيات جماعية"، عرّف من خلالها المشاركين بفن الغناء الجماعي والكورالي، الذي يعتمد في الأساس على خامات صوتية مختلفة ترتكز على الارتجال الصوتي الحر لتقديم لحن متناغم ومنسجم، وأتاحت الورشة الفرصة للأطفال المشاركين تنمية مهاراتهم في النطق، والذاكرة، والعاطفة، والإيقاع، ولغة الجسد، والطاقة، والتنفس، والصوت.
وقال يوسف موسكاتيلو، مدير جزيرة العلم: "أسعدنا النجاح الكبير الذي حققه هذا الحفل الذي استضفنا من خلاله الفنان العالمي الكبير المتخصص في مجال فن الغناء الجماعي والكورالي، والذي قدم من خلاله سلسلة من العروض الفنية الرائعة التي سلطت الضوء على هذا النوع الفريد من الفن، وعاش معها الجمهور تجربة استثنائية، ونؤكد على التزامنا الدائم بتنظيم واستضافة مثل هذ الفعاليات والبرامج التي من شأنها أن تثري التواصل الثقافي والفني بين مختلف شعوب العالم، وتبرز الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة كمركز إشعاع حضاري".
ومن جانبه، قال روبرتو أماديه: "سعدت بزيارتي الأولى إلى إمارة الشارقة، وتقديم فني إلى جمهورها الذواق والجميل، في هذا الحفل الذي شهد إقبالاً كبيراً منحني قوة دفع إضافية لتقديم أفضل ما لدي، حيث كان الجمهور كلمة السر في نجاح الحفل إلى جانب الإعداد والتنظيم الجيد من قبل إدارة جزيرة العلم، فالوطنية التي قرأتها في أعين الحضور ألهمتني كثيراً في رسم العلم الإماراتي الذي كان يرفرف أمامي فوق سارية شامخة".
وأضاف أماديه: "بالرغم من قِصر إقامتي هنا استطعت أن أتلمس الثراء والتنوع الثقافي والفني الكبير الذي تزخر به إمارة الشارقة، وأتمنى أن تتجدد زيارتي لها قريباً".
واختتمت الأمسية الفنية بعرض غنائي تراثي قدمته فرقة دبا الحربية، حيث قدم أعضاء الفرقة وعلى أنغام وأهازيج الأغنيات الوطنية، مجموعة من الرقصات التراثية متوشحين بعلم دولة الإمارات وبالزي الوطني الأصيل، وشهد العرض تفاعلاً كبيراً من قبل الحضور.
يذكر أن الفنان الإيطالي روبرتو أماديه البالغ من العمر 34 عاماً فاز بالعديد من الجوائز أهمها الجائزة الوطنية للموسيقى الإيطالية "أمبرتو بيندي"، وجازة "آريا سانريمو"، وجائزة "نابولي الثقافية الكلاسيكية" عن فئة أفضل مغنٍ وكاتب لكلمات الأغنيات، وفي عام 2013 حصل على تكريم درجة الشرف من المعهد العالي للموسيقا "لوكا مارينزيو"، وتُباع أعماله عن طريق مزاد الفن المعاصر "ملتقى الفن" الذي ينظمه ماريو كارارا، كما أنه منظم ومخرج البرنامج التلفزيوني "ملتقى الفن".
وتأثر روبرتو أماديه بالفنان والكاتب الألماني ريتشارد فاغنر خلال مسيرته الفنية، وووظف خلاصة تجاربه وخبرته الطويلة في إنشاء بيئة تعليمية لا ترتكز على تنفيذه العملي للارتجال الكورالي وحسب، بل تُقدم الكتابة الإبداعية أيضاً، التي يوضح من خلالها الطرق المختلفة لتأليف الأغنية وكتابة كلماتها.