الفلسطينية إسراء جعابيص.. الأسيرة «الموجوعة» على أبواب الحرية
تنتظر التحليق في سماء الفرح ومعانقة أحبائها بعد سنوات من السجن على أمل أن تخفف حرارة اللقاء من سنوات «الوجع».
هي إسراء جعابيص (38 عاما)، الأسيرة الفلسطينية المقدسية، التي ينتظر أن تطلق إسرائيل، السبت، سراحها ضمن الدفعة الثانية من عملية تبادل للأسرى والرهائن بين حركة حماس وتل أبيب.
- الفلسطينية مرح باكير.. «الأسيرة الجريحة» تعانق الحرية
- «لم أمت».. تايلاندي عائد من غزة يروي «معجزة» نجاته
وعلى مدى سنوات، كانت جعابيص رمزا لمعاناة عشرات الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.
من هي إسراء جعابيص؟
ولدت الأسيرة جعابيص في 22 يوليو/تموز 1986 وهي من بلدة جبل المكبر بالقدس الشرقية.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول2015، اعتقلت السلطات الإسرائيلية جعابيص بالقرب من حاجز الزعيم العسكري الإسرائيلي، شرق القدس.
في حينه أصيبت جعابيص بجروح بالغة بعد أن أطلقت عناصر الشرطة الإسرائيلية النار على سيارتها مما أدى إلى انفجارها، واشتعال النيران فيها.
أُصيبت إسراء آنذاك بحروق خطيرة في كل أنحاء جسدها، خصوصاً بمنطقة الوجه والبطن والظهر بما نسبته 60%، وفقدت أصابع يديها، وأصيبت بتشوهات في الوجه والظهر.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت إن جعابيص حاولت تنفيذ عملية بسيارتها وهو ما نفته بشدة.
ولكن حتى في حالتها الصحية الصعبة، أصدرت محكمة إسرائيلية بحقها حُكماً بالسّجن لمدة 11 عاماً بعد أن وجهت لها تهمة محاولة تنفيذ عملية.
«موجوعة»
وجعابيص، وهي أم لابن، خضعت منذ اعتقالها للعديد من العمليات الجراحية جراء الحروق التي أصابت جسدها، ولا تزال مع ذلك بحاجة إلى عمليات إضافية.
فالأسيرة التي تقبع في سجن "الدامون" الإسرائيلي تواجه أوضاعاً صحية غاية بالصعوبة، وهي بحاجة إلى علاج حثيث وعمليات جراحية.
وتعاني جعابيص من تبعات إصابتها بتلك الحروق الخطيرة حيث إنها لا تستطيع التنفس إلا من فمها بسبب وجود كتلة لحمية في أنفها، كما أن أصابعها ذابت من الحريق والتصق ما تبقى منها ببعضها البعض، عدا عن حروق شديدة وتقرحات لا تزال تعاني منها في ثلثي جسدها.
ويرجح أن أول ما ستقوم به الأسيرة عقب الإفراج عنها هو إجراء العمليات الجراحية اللازمة لعلاجها.
ومن سجنها، كتبت الأسيرة كتابا تحت عنوان «موجوعة».
لا احتفالات
وفي وقت سابق، السبت، استدعت السلطات الإسرائيلية عائلة جعابيص إلى مركز شرطي بالقدس، وأبلغتها بقرار الإفراج عنها لاحقا اليوم.
وقررت العائلات الفلسطينية عدم الاحتفال بالإفراج نظرا للأوضاع المأساوية في غزة نتيجة الحرب.
وستطلق إسرائيل السبت سراح 42 أسيرا فلسطينيا من النساء والقاصرين، في اليوم الثاني من عملية التبادل مع رهائن إسرائيليين في غزة.
فيما من المقرر أن تطلق "حماس" بالمقابل 14 رهينة إسرائيلية، جميعهم من النساء والقاصرين.
وستتواصل عمليات التبادل غدا وبعد غد لتكون الحصيلة 50 إسرائيليا بمقابل 150 فلسطينيا، في اتفاق لا يغلق الباب أمام المزيد من عمليات التبادل وبالتالي تمديد الهدنة الإنسانية في غزة.