ارتمت في أحضان والدتها لا تريد سوى استنشاق رائحتها ومسح دموع لم تجف بمقلتيها منذ سنوات طويلة قضتها في سجون إسرائيل.
بدت فرحة معانقة الحرية طاغية على ملامح الأسيرة الفلسطينية المحررة مرح باكير، حيث لم تفارقها ابتسامتها الواسعة وهي تحتضن والدتها بعد غياب.
- الأسرى والرهائن.. إسرائيل تكشف تفاصيل الدفعة الثانية
- «لم أمت».. تايلاندي عائد من غزة يروي «معجزة» نجاته
«اهدي أمي»، هكذا قالت وهي تربت بيدها على رأس والدتها أمام منزلهم بالضفة الغربية في أول لقاء يجمعهما منذ سنوات طويلة.
ومرح من بين 24 امرأة أفرجت عنهن إسرائيل، الجمعة، في إطار صفقة لمبادلة 39 أسيرا فلسطينيا مقابل 13 رهينة إسرائيلية اختطفتهم حماس خلال هجومها المباغت على الدولة العبرية قبل أسابيع.
وفي زحمة تلك اللحظات المؤثرة التي رافقت لقاءها بعائلتها، لم تغفل مرح المطالبة بالحرية لكل الأسيرات الفلسطينية بسجون إسرائيل.
وتابعت: «الآن سأبدأ حياة جديدة».
القصة
ولدت مرح بمدينة القدس واعتقلت وهي بعمر الـ18 عاما بعد أن تعرضت لإطلاق نار أسفر عن إصابة بالغة في يدها اليسرى لا تزال تعاني آثارها حتى الآن.
حدث ذلك في عام 2015، حين كانت مرح خرجت لتوها من مدرستها في حي الشيخ جراح، واستهدفت بدعوى محاولتها تنفيذ عملية لطعن أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية.
وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 8 سنوات ونصف السنة، ومنذ ذلك الحين، انتقلت مرح بين عدة سجون إسرائيلية حتى عانقت الحرية أخيرا لتلتقي عائلتها وترتمي بين أحضان والدتها في لحظات مؤثرة ظهرت فيها تلك الطفلة التي كانت قبل محنتها والتي لم تفارقها رغم سنوات السجن.
وباليوم الأول لهدنة سرت في غزة، أفرجت حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين الذين يحمل بعضهم جنسية أخرى، مقابل إطلاق إسرائيل 39 معتقلا من النساء والقصّر.
واليوم السبت، أعلنت إسرائيل أن حركة حماس ستفرج عن 14 رهينة مقابل إطلاق إسرائيل سراح 42 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، في ثاني أيام الهدنة بين الطرفين في قطاع غزة.