إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالضفة.. فرحة يعتصرها الألم على غزة
غابت مظاهر الفرحة العارمة بالإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين بالضفة الغربية في ظل الألم على ما يجري في غزة.
وفيما عدا الهتافات الوطنية التي رافقت استقبال حافلة أقلت 33 أسيرة وأسيرا قاصرا في مدينة رام الله فإن الاحتفالات اختفت على غير العادة.
وقتل نحو 15 ألف فلسطيني في غزة غالبيتهم من الأطفال في القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما خلفت الحرب المعلنة منذ ذلك الحين دمارا هائلا في القطاع المحاصر.
وعادة يصاحب الإفراج عن أسير فلسطيني، وبخاصة النساء والقاصرين، احتفالات واسعة، ولكن ما يجري في غزة أضفى أجواء حزينة جعلت مشاعر الفرحة تقتصر على المصافحات وفي أفضل الأحوال الاحتضان.
وكانت إسرائيل أفرجت، مساء الجمعة، عن 33 أسيرة وأسيرا قاصرا من سكان الضفة الغربية إلى رام الله و6 أسيرات إلى منازلهن في القدس الشرقية.
وحال الألم دون معرفة حتى المنازل التي فيها أسير أو أسيرة مفرج عنهم.
وقالت الأسيرة المحررة مرح بكير، من القدس الشرقية: "سعيدة بخروجي من السجن ومشتاقة كثيرا للقدس التي لم أعرفها، فخلال 8 سنوات من وجودي في السجن اختلفت المدينة كثيرا".
وكانت بكير اعتقلت وهي بعمر 16 عاما قبل 8 سنوات، وذلك بعد إصابتها بـ13 رصاصة بيدها أطلقتها الشرطة الإسرائيلية بالقرب من مدرستها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية بداعي محاولة تنفيذ عملية طعن.
وفي حينه نفت بكير الاتهام ومع ذلك فقد تم الحكم عليها بالسجن 10 سنوات قبل الإفراج عنها في صفقة التبادل.
وقالت للصحفيين بعد وصولها إلى منزلها: "كنت أتوقع وكنت متأكدة من أن هناك صفقة (تبادل)، والأربعاء أبلغوني أن هناك صفقة ستشملني ولكن لم يحددوا متى وأمس فقط علمنا أنه سيتم الإفراج عني".
وأشارت إلى أنه في يوم اندلاع الحرب تم عزلها انفراديا في السجن الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين لا أعرف ما الذي جرى.
وعادة ما يكون المحور الأهم للحديث مع الأسرى بعد خروجهم من السجن هو عن حالة الأسرى في السجون.
وكانت بكير ممثلة الأسيرات في سجن الدامون حتى الإفراج عنها.
وقالت بكير: "الأسيرات البنات طموحات جدا ويحببن التعليم وهن مثقفات وحتى داخل السجن تمكن من بناء مساحة تعليمية عالية وفي العام الماضي تخرجت 7 بنات في جامعة القدس المفتوحة، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لنا".
وأضافت بكير أن "الإهمال الطبي شائع جدا في السجون فمثلا عندنا أسيرات مصابات بمرض السكري لا يتم متابعة وضعهن، وهناك أسيرات مصابات سواء بالحروق أو الرصاص، مثلي، ولا يتم التعامل معهن على أساس العلاج ويتم الاكتفاء بالمسكنات دون إجراء فحوصات".
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد حذرت من إجراء أي مراسم احتفالية واقتحمت منزلين في المدينة وصادرت الحلوى منهما بداعي منع الاحتفال.
وأيضا في مدينة القدس الشرقية، فقد فاجأت الأسيرة المحررة ملك سليمان والدتها بوصولها إلى المنزل.
وقد تعانقت ملك ووالدتها فاتنة كثيرا إلى أن سقطت الوالدة مغشيا عليها.
وكانت والدتها تصيح وهي تقبلها "يما (يا ابنتي)".
أما الأسيرة سارة عبدالله من نابلس في شمالي الضفة الغربية فقد اختارت أن تسجد على الأرض شكرا لله على خروجها من السجن.
وعند نزولها من الحافلة قامت عبدالله، التي توشحت بالكوفية الفلسطينية، بالسجود مرتين شكرا لله على إطلاق سراحها.
وقالت للصحفيين: "أنا أحب غزة كثيرا".
وكذلك فعل عدد من الأسرى الأشبال لدى وصولهم إلى الضفة الغربية في حافلة تابعة للصليب الأحمر.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز