إسرائيل في 2020.. انطلاق قطار السلام فهل من مزيد؟
رغم جائحة كورونا فإن 2020 حُفر في ذاكرة إسرائيل بأنه العام الذي نجحت فيه بإنجاز 3 اتفاقيات سلام.
ثلاث اتفاقيات أبرمتها إسرائيل في غضون 6 أسابيع، بعد 26 عاما على آخر اتفاقية سلام وقعتها مع الأردن.
ففي الثالث عشر من أغسطس/آب، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق سلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
تلاها إعلان الرئيس الأمريكي في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، توصل مملكة البحرين وإسرائيل إلى اتفاق على إقامة سلام بينهما.
ثم في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن ترامب بذات الطريقة عن اتفاق إسرائيل والسودان على إبرام معاهدة سلام بين البلدين.
وحملت الاتفاقيات جميعا اسم "معاهدة إبراهيم" في إشارة إلى أنها تجمع ما بين أبناء الديانات السماوية.
عهد جديد
وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "اتفاقيات إبراهيم التاريخية بشّرت بعهد جديد من السلام الذي يغيّر ملامح الشرق الأوسط بشكل إيجابي وغير مسبوق أمام أعيننا".
وأضاف جندلمان: "نتطلع إلى توسيع دائرة السلام لتشمل دولا عربية وإسلامية أخرى".
وأسست الاتفاقيات لعهد جديد في الشرق الأوسط بات يحمل في طياته المزيد من الاتفاقيات بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أبرمنا عدة اتفاقيات، وما زالت هناك أخرى ستأتي لاحقًا، بيد أن الشيء الأهم من ذلك هو الإدراك بأن السلام الذي يجمع بين كلا شعبينا هو سلام حقيقي، وسيعود علينا بالفوائد الاقتصادية التي كان يستحيل مجرد تخيلها قبل بضعة أشهر فقط، لكنها تتجسد أمام أعيننا حاليًا".
وأكد أن هذا الأمر "سيوسّع دائرة السلام ليس بالنسبة لشعبينا فقط وإنما بالنسبة لكافة دول الشرق الأوسط وربما ما وراء هذه المنطقة أيضًا".
ومنذ الإعلان عن معاهدات السلام، تم التوقيع على عشرات الاتفاقيات في مجالات البنوك والاقتصاد، والتبادل التجاري، والتعاون الثقافي والعلمي بما في ذلك مواجهة جائحة كورونا.
وبات بإمكان الإسرائيليين، لأول مرة على الإطلاق، أن يزوروا دولا خليجية، وبالمقابل فإن مواطني الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بات بإمكانهم زيارة إسرائيل.
وللمرة الأولى هبطت طائرات إسرائيلية في مطارات أبوظبي ودبي والمنامة، في حين حطت طائرات إماراتية وبحرينية في مطار بن غوريون، قرب تل أبيب.
دعم الدولة الفلسطينية
ويقول معهد دراسات الأمن الوطني الإسرائيلي، في دراسة اطلعت عليها "العين الإخبارية": "هناك سبب للاعتقاد بأنه لو لم تعلن الحكومة الإسرائيلية تراجعها عن نيتها التي أعلنتها في الأشهر السابقة لتطبيق السيادة على أجزاء من أراضي الضفة الغربية بدعم من إدارة ترامب ، فإن عملية السلام العلني هذه لم تكن لتحدث أبدًا ، وبالتأكيد لا الآن ولا في المستقبل القريب".
وأضاف: "تواصل وزارتا الخارجية في كل من الرياض وأبوظبي التأكيد على دعمهما لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وعاصمتها القدس الشرقية".
وعلى الرغم من أن الاتفاقيات قد أبرمت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الأوساط الإسرائيلية تعتقد بأن هذا المسار سيتواصل في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن.
وكان بايدن أعلن خلال حملته الانتخابية دعمه لاتفاقيات السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والسودان.
السلام في عهد بايدن
ووفق السفير الأمريكي السابق في تل أبيب دان شابيرو، فإن بايدن سيدفع عملية "اتفاقيات إبراهيم" قدما، وسيحاول حمل الدول العربية الأخرى على فعل الشيء نفسه".
وأشار شابيرو، المؤيد للحزب الديمقراطي، في حديثه لموقع "اكسيوس" الإخباري الأمريكي، إلى أن مبادرة ترامب "قد تكون الوحيدة للسياسة الخارجية التي يمكن لبايدن الحديث بشكل إيجابي عنها".
وفي هذا الصدد، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر في حلقة نقاشية عبر الإنترنت: "لقد شعرت بسعادة غامرة لأن الرئيس المنتخب، جو بايدن، قال إن من الأمور التي يتفق عليها مع ترامب هي اتفاقات أبراهام".
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يأملون استكمال اتفاقية السلام مع السودان وإبرام المزيد من الاتفاقيات.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي أن اتفاقيات إبراهيم تشكل فرصة للفلسطينيين من أجل العودة إلى المفاوضات مع تل أبيب.
ومع حلول العام الجديد فإن ثمة توقعات بزيارات متبادلة لمسؤولين إسرائيليين وعرب للمرة الأولى على الإطلاق.
ويرجح مسؤولون إسرائيليون أن التوقيع على اتفاقيات إبراهيم سيسهل الطريق أمام سلام مع الفلسطينيين.