تصريحات نارية ضد المنشآت النووية.. هل تضرب إسرائيل إيران دون موافقة أمريكا؟
إسرائيل "ستقوم بما عليها أن تفعله، ولو بمفردها" في مواجهة التهديد النووي الإيراني، تصريحات دقت جرس إنذار من أزمة جديدة قد تطرق أبواب المنطقة.
تلك التصريحات التي حملت لهجة تحذيرية أثارت أسئلة، حول إمكانية اتخاذ تل أبيب قرارًا منفردًا بضرب المنشآت النووية في إيران، دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، التي لا تريد الانجرار إلى صراع إقليمي آخر.
فهل تفعلها إسرائيل؟
قال مسؤول إسرائيلي رفيع لقناة "إيران إنترناشيونال" إن إسرائيل "ستقوم بما عليها أن تفعله، ولو بمفردها" في مواجهة التهديد النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن "تطوير البرنامج العسكري النووي الإيراني تأخر 7 سنوات بسبب عمليات الموساد داخل إيران، لكن طهران الآن تجاوزت الخطوط الحمراء".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بعض الدول الأوروبية ولقاءاته مع قادة هذه الدول هي "رسالة إلى أوروبا ورسالة مباشرة إلى النظام الإيراني"، مشيرًا إلى أن طهران تلقت هذه الرسالة.
وبحسب المسؤول الذي رافق بنيامين نتنياهو في زيارته لألمانيا، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية أوضح خلال لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتز، أنه "لا توجد قيود على إسرائيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وسنفعل ما هو ضروري من أجل ذلك"، في إشارة إلى ضوء أخضر أمريكي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن خلال زيارته لبرلين، أنه سيفعل كل ما بوسعه لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، موقف الحكومة الألمانية من حماية أمن إسرائيل كإحدى أولويات السياسة الخارجية الألمانية.
ما مدى جدية التهديدات الإسرائيلية؟
تقول صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، إنه رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنى حياته المهنية الطويلة على التهديدات بشن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه ليس لديه نية لفعل ذلك رغم تصريحاته.
وكان رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي قال إن المهمة الرئيسية لنتنياهو في هذه الفترة ستكون تدمير المنشآت النووية الإيرانية، مضيفًا في مقابلة مع برنامج القناة 12 الإخباري ليلة الجمعة: "إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يصبح حادًا وحاسمًا في الأشهر المقبلة، فهو برنامج إيران النووي. إذا لم تنته المفاوضات باتفاق ولم تتخذ الولايات المتحدة إجراءً مستقلاً، فإن رئيس الوزراء نتنياهو، سيتخذ إجراءات لتدمير المنشآت النووية الإيرانية".
إلا أن الصحيفة الإسرائيلية قللت من تلك التصريحات قائلة، إن الهجوم على إيران لا يشبه أي شيء قامت به القوات الجوية والجيش على الإطلاق، مشيرة إلى أن "المنشآت النووية الإيرانية ليست موقعًا واحدًا، كما كان الحال مع المفاعل النووي في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007 (..) إنها مواقع متعددة تشكل مخاطر كبيرة، مباشرة وغير مباشرة".
وأشارت إلى أن القدرات العملياتية ليست سوى جزء من القرار بشأن مهاجمة إيران، إلا أنه لكي يحدث هذا، فإن التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة مطلوب، وكذلك الموافقة العامة للجمهور، والثقة الكبيرة بين القادة السياسيين والعسكريين.
عوامل "تقوض" المصداقية
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية، أن التماسك الاجتماعي والصمود ضروريان في حالة اندلاع حرب مع حزب الله، إلا أن كل هذا تدهور منذ تولي حكومة نتنياهو السلطة في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وخطواتها المتسارعة لتمرير الإصلاحات القضائية والتي تقوض مصداقية التهديد بتدمير المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت إلى أن أي شخص يضع القضية الإيرانية على رأس جدول أعماله، "لن يعمل على تآكل النسيج الاجتماعي الإسرائيلي خلال أسابيع، والضغط على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وقائد القوات الجوية ومفوض الشرطة، وجعلهم يرتكبون أخطاء ثم يعتذرون، ويخلق بيئة سامة وقاتمة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بقولها، إنه إذا كان لدى إسرائيل حقًا خيار عسكري للقضاء على المنشآت النووية الإيرانية، فإن أداء نتنياهو يظهر أنه قد تبدد، مشيرة إلى أنه بينما لا يزال الخطر الإيراني قائما، تم إضافة خطر جديد يتمثل في التغييرات الدستورية.