غضب في إسرائيل بعد إعلان مقتل 8 جنود برفح
اضطر الجيش الإسرائيلي للإعلان عن مقتل 8 جنود دفعة واحدة بكمين في رفح، جنوبي قطاع غزة، صباح السبت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بداية عن مقتل جندي واحد، ثم اضطر إلى الإعلان عن أنه الاسم الوحيد الذي يُسمح بنشر اسمه من بين الجنود الـ8 الذين قتلوا، ما فجر موجة من الغضب في إسرائيل.
ووصف الكمين بأنه الأكثر صعوبة منذ 6 أشهر.
ورسميا وصل عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذين سمح الجيش بنشر أسمائهم إلى 658.
ومن بين هؤلاء وصل عدد الجنود الذين سُمح بنشر أسمائهم منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 306 جنود.
أما عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب فقد وصل إلى 3835 بينهم 1936 جرحوا بالمعارك البرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: "دفعنا اليوم ثمنا آخر يمزق القلب (..) القلب يتحطم لشظايا جراء الفقدان الكبير".
وأضاف: "لا تسمحوا لأحد بلفت أنظاركم عن الحقيقة البسيطة والواضحة.. رغم الثمن الباهظ، علينا التمسك بأهداف الحرب.. تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة جميع مختطفينا والضمان بأن غزة لن تشكل أبدا تهديدا على إسرائيل وإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم.. في الشمال وفي الجنوب".
وتابع نتنياهو: "نحن في أوج حرب صعبة للغاية. الحرب تدور على أكثر من جبهة، بما فيها الجبهة الدولية. سنواجه تحديات كثيرة، خاصةً في هذه الفترة، يُطلب منّا التحلي بالطاقات الداخلية التي يتمتع بها شعبنا، وبفضلها تغلبنا على جميع أعدائنا".
أما وزير الدفاع يوآف غالانت فقال في بيان: "لقد شعرت بحزن عميق عندما تلقيت، في الساعات الأولى من الصباح، الأخبار الصعبة عن مقتل ثمانية جنود من الجيش الإسرائيلي في معركة رفح، الألم عظيم".
ولكن الوزير المستقيل من حكومة الحرب غادي آيزنكوت قال للقناة 13 الإسرائيلية: "قيادة نتنياهو فاشلة، وكنت أعرف ذلك قبل الدخول للكابينت، لكن الواجب حتم علي الدخول.. ينطلق نتنياهو في قراراته من اعتبارات سياسية... الحرب وصلت إلى مرحلة الثبات ودخلنا في المرحلة ج (الثالثة) لذلك استقلت... بن غفير شخص غير مسؤول لا يملك أي فهم أو خبرة ويكتفي بالشعارات".
وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قال في بيان: "إنه يوم صعب ومؤلم بعد أن علمنا بالوفاة المأساوية والمؤسفة في رفح لثمانية من أفضل جنودنا".
وأضاف: "يجب أن نواصل القتال. لإسقاط حماس وإعادة جميع المختطفين لدينا والتأكيد لأهلهم وجميع العائلات الثكلى أن موت أحبائهم لم يذهب عبثا".
ماذا قالت عائلات الرهائن في غزة؟
وتجددت المظاهرات في عدد من المدن الإسرائيلية وبخاصة تل أبيب، مساء السبت، من قبل عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة والمعارضين لبقاء الحكومة.
وفي مؤتمر صحفي في تل أبيب قال إيال إيشيل: "بلغنا حادث مأساوي قُتل فيه 8 جنود. لقد انضمت الآن 8 عائلات إلى العائلات المكلومة، قلوبنا مكسورة ونرسل تعازينا للعائلات. وهذا هو اليوم الـ253 الذي يقبع فيه المختطفون في الأسر في جحيم غزة".
وأضاف: "نحن العائلات المكلومة التي فقدت أطفالها الذين سقطوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، نقف اليوم إلى جانب أهالي المختطفين، لنطالب الحكومة: لا تفوتوا الصفقة المطروحة، إنقاذ المختطفين هو مفتاح إنقاذ البلاد".
وتابع: "إنهاء الحرب ضمن صفقة إعادة جميع المختطفين! هذا هو واجبكم الأسمى".
وبدورها قالت إيناف تسينغاوكر: "قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إنه على الرغم من وجود فجوات في المفاوضات، فإنه من الممكن سدها".
وأضافت: "نطالب الحكومة الإسرائيلية التي تخلت عن أحبائنا أن تأخذ زمام المبادرة وتؤدي إلى سد الفجوات وإبرام الصفقة فوراً".
وهاجمت ياعيل ألون الحكومة وقالت: "حكومة بلا مسؤولية وبوصلة أخلاقية، تواصل إرسال جنودها للموت في معركة بلا أهداف وبلا استراتيجية، معركة هدفها الوحيد هو استمرار البقاء السياسي لرئيس الوزراء.. مثل هذه الحكومة ليس لديها تفويض لمواصلة قيادتنا".
وأضافت: "لن يكون هناك نصر مطلق في هذه الحرب. نحن نفقد ونضحي بما هو عزيز علينا مع مرور كل يوم. نهاية الحرب وبداية الإصلاح لن تأتي إلا بتوقيع الصفقة. ولن يكون انتصارنا إلا بوقف القتال من أجل إعادة المختطفين إلى ديارهم، واستبدال الحكومة بأكملها بقيادات تعمل من أجلنا نحن الشعب، وليس من أجل أنفسهم".