من قلب إسرائيل.. دعوة صريحة للاعتراف بالدولة الفلسطينية
دعوات متزايدة حول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما بدأته بعض الدول رسميا، لكنه وصل إلى قلب إسرائيل نفسها، لتتزايد أصوات الداخل المطالبة بتلك الخطوة.
وقال دبلوماسي غربي في رام الله لـ"العين الإخبارية"، إن "عدة دول أوروبية شرعت في بحث موعد إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية بعد أن اتخذت قرار الاعتراف".
وتقف على رأس هذه الدول إسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وهي دول قيادية ستتبعها دول أخرى في أوروبا.
لكن الدبلوماسي لم يملك جوابا عن سؤال إن كان الاعتراف سيكون بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أنه في حال الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية فإن هذا سيدفع باتجاه مطالبة الأمم المتحدة بحقوق فلسطين من إسرائيل الدولة المحتلة.
وتعترف أكثر من 139 دولة بالدولة الفلسطينية، لكن السلطة الفلسطينية تدفع باتجاه الحصول على اعتراف من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وزاد استخدام واشنطن الفيتو في مجلس الأمن على طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من إصرار عدد من الدول الغربية على الاعتراف بفلسطين.
دعوات الداخل
وذهبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها إلى حد دعوة الولايات المتحدة لأن تعترف بدولة فلسطين بعنوان "على الولايات المتحدة أن تعترف بفلسطين".
وقالت: "في ظاهر الأمر، تعكس الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما يتعلق بإسرائيل والضفة الغربية تغييراً في النهج الأمريكي تجاه رموز الاحتلال والمستوطنات والفصل العنصري والكاهانية (فكر الحاخام مائير كاهانا، الذي يؤمن بأن دولة إسرائيل ينبغي أن تحكم بشكل ثيوقراطي، وينبغي الاتفاق على المواطنة الكاملة لليهود حصراً)".
وأضافت: "على ما يبدو، تهدف هذه الإجراءات إلى إظهار الطريق الذي يجب أن تسلكه إسرائيل إذا أرادت الاستمرار في التمتع بالشرعية الدولية والحماية الخاصة التي تتلقاها من أفضل صديق لها في العالم، الولايات المتحدة".
وتابعت: "إنه السبيل لترسيم حدود إسرائيل، بالمعنى الحرفي والمجازي: نعم لديمقراطية تحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان داخل أراضيها السيادية، ولا للمشروع الاستيطاني والنهب والفصل العنصري خارج الخط الأخضر".
وأردفت: "وتتوافق هذه التحركات أيضاً مع إصرار أميركا المفترض على ضرورة موافقة إسرائيل على إجراء مناقشات جادة بشأن "اليوم التالي" في غزة والعودة إلى المفاوضات نحو حل الدولتين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في ضوء هذه الإجراءات، فإن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة يوم الجمعة باستخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوصي بقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة غير واضح".
واستطردت: "قال نائب السفير الأمريكي روبرت وود لمجلس الأمن إن حق النقض لا يعكس معارضة إقامة دولة فلسطينية، بل هو اعتراف بأن ذلك لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين".
واستدركت: "هذا تفسير إشكالي، فهو يعبر عن موقف يغذي رفض إسرائيل لأي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. ويرتبط ارتباطاً وثيقاً برفضها حل الدولتين ورغبتها في ضم كل الأراضي المحتلة دون منح الجنسية للفلسطينيين الذين يعيشون فيها".
وقالت الصحيفة: "إن محاولة تصوير طلب الفلسطينيين للحصول على عضوية الأمم المتحدة كبديل للمفاوضات بين الطرفين هو مناورة إسرائيلية. فأولاً، لأنه لا يوجد تناقض بين الاثنين، ولكن الأهم من ذلك، أن إسرائيل لا تتخذ أي خطوة قد تبدو وكأنها تدفع إلى الأمام المفاوضات المباشرة مع الشعب الفلسطيني".
وأضافت: "لمدة 15 عاما - منذ عام 2009 - امتنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إجراء أي مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبذل كل ما في وسعه لإحباط جهود وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري للتوصل إلى اتفاق في عهد إدارة باراك أوباما".
وتابعت: "وبالتالي، ليس من الواضح على الإطلاق سبب احتضان الولايات المتحدة للمعارضة الإسرائيلية لخطوة تعزز الحل الدبلوماسي المنشود".
وختمت: "لا يوجد سبب لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل بينما نعمل في الوقت نفسه على إجراء مفاوضات تهدف إلى تحقيق حل الدولتين. فقط بهذه الطريقة سيكون لهذا الحل فرصة".