إسرائيل «راضية» عن أداء فريقها بـ«العدل الدولية».. وتأمل في «الرفض»
أعربت إسرائيل، اليوم الجمعة، عن رضاها عن أداء طاقمها القانوني في محكمة العدل الدولية، آملة في "رفض المحكمة دعوى جنوب أفريقيا".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "اتصلت بالمستشار القانوني لوزارة الخارجية تال بيكر لأشكره وأعضاء الفريق القانوني الإسرائيلي على ظهورهم المبهر، الذي قوّض كل الحجج المنافقة لجنوب أفريقيا، وكشف عن وجهها الحقيقي كممثل مخلص لمنظمة إرهابية ذبحت الأطفال والنساء والكبار بشكل غير إنساني"، على حد تعبيره.
وأضاف في بيان، في ختام المداولات بالمحكمة: "آمل أن يتم رفض الشكوى بشكل كامل، وأعتقد أن العدالة ستسود".
وكال الوزير الذي تولى مؤخرا حقيبة الخارجية، الاتهامات لجنوب أفريقيا التي اتهمت في دعواها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، قائلا: "عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يبدو أن المعايير المزدوجة لبعض دول العالم تصل إلى عنان السماء".
وأضاف: "لا يوجد أي أساس لادعاءات جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بل على العكس تماما لم يتم تقديم أي دليل على ذلك، وإنما دليل فقط على حرب دفاعية أخلاقية لا مثيل لها".
وتابع كاتس: "تنتهك جنوب أفريقيا نفسها اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم منظمة حماس التي تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل".
طلبات جنوب أفريقيا
وكانت محكمة العدل الدولية استكملت، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، جلسات الاستماع من جنوب أفريقيا وإسرائيل حول الدعوى المرفوعة أمام قضاتها الـ15.
وينتظر أن تحدد المحكمة خلال الأيام القليلة المقبلة الخطوة التالية، وما إذا كانت ستقرر اعتماد إجراءات فورية التنفيذ لحين البت بالدعوى المرفوعة أمامها.
وطالبت جنوب أفريقيا المحكمة بأن تقرر فورا إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة ووقف قصف الفلسطينيين وعدم وضع العراقيل أمام عودتهم إلى شمالي قطاع غزة والسماح بإدخال كميات كبيرة من المواد الإنسانية إلى كل القطاع.
"رواية إسرائيل"
وكان المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية تال بيكر قال، في كلمته أمام المحكمة: "يسعى المدعي (جنوب أفريقيا) الآن إلى استخدام هذا المصطلح (الإبادة الجماعية) في سياق سلوك إسرائيل في حرب لم تبدأها ولم تكن تريدها.. حرب تدافع فيها إسرائيل عن نفسها".
وأضاف "نحن نعيش في زمن أصبحت فيه الكلمات رخيصة. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي وسياسات الهوية، أصبح إغراء استخدام المصطلحات الأكثر فظاعة، أي التشهير والشيطنة، أمرا لا يقاوم بالنسبة للكثيرين. ولكن إذا كان هناك مكان واحد حيث يجب أن تظل الكلمات مهمة، حيث تظل الحقيقة مهمة، فهو بالتأكيد محكمة القانون".
وتابع بيكر: "من المؤسف أن المدعي (جنوب أفريقيا) قدم أمام المحكمة صورة وقائعية وقانونية مشوهة بشدة. وتتوقف قضيته برمتها على وصف متعمد، خارج عن سياقه، ومتلاعب لواقع الأعمال العدائية الحالية".
ومضى قائلا "تزعم جنوب أفريقيا أنها تأتي إلى هذه المحكمة في منصب سامٍ كحارس لمصالح الإنسانية. ولكن بنزع الشرعية عن وجود إسرائيل منذ 75 عاماً في عرضها الافتتاحي، فإن هذا الالتزام الواسع تجاه الإنسانية يبدو أجوف".
وقال أيضا "في وصفها الشامل والمخالف للواقع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بدا أنها تمحو التاريخ اليهودي وأي مسؤولية فلسطينية"، مضيفا "لذلك، ليس من المستغرب، في رواية المدعي، أن يتم إزالة مسؤولية حماس عن الوضع في غزة".
بيكر قال أيضا إن "محاولة استخدام مصطلح الإبادة الجماعية كسلاح ضد إسرائيل في السياق الحالي، لا يقتصر على سرد قصة مشوهة بشكل صارخ للمحكمة، بل يفعل أكثر من مجرد إفراغ الكلمة من قوتها الفريدة ومعناها الخاص. فهو يقوض موضوع الاتفاقية نفسها والغرض منها؛ مع ما يترتب على ذلك من عواقب على جميع الدول التي تسعى إلى الدفاع عن نفسها ضد أولئك الذين يظهرون ازدراء تاما للحياة والقانون".
وتابع "إذا كانت هناك أعمال يمكن وصفها بأنها إبادة جماعية، فهي قد ارتكبت ضد إسرائيل".
وعن أهداف إسرائيل في الحرب الحالية، قال "تهدف إسرائيل إلى ضمان عدم استخدام غزة مرة أخرى كقاعدة انطلاق للإرهاب. وكما أكد رئيس الوزراء من جديد، فإن إسرائيل لا تسعى إلى احتلال غزة بشكل دائم أو إلى تهجير سكانها المدنيين. إنها تريد خلق مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، إذ يستطيع كل منهما أن يعيش في سلام، وحيث يتمتع الشعب الفلسطيني بكل القوة لحكم نفسه، ولكن ليس القدرة على تهديد إسرائيل".
ودعا المحكمة إلى رفض الدعوى والإجراءات الفورية التي طلبتها جنوب أفريقيا بوقف إطلاق النار.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز