غزة و«المهمة شبه المستحيلة».. إسرائيل قلقة والشارع منقسم
تدمير حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن، أمران قد لا تستطيع إسرائيل التوفيق بينهما، ما يشي بزعزعة الوحدة ويهدد بانهيار الحكومة
وهو ما بدا جليا في تباين مواقف الإسرائيليين بهذا الشأن، بحسب تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
يقول زفيكا مور، وهو أب إيتان، أحد الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنه لا يستطيع دعم اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح للحركة بالبقاء، حتى لو كان ذلك سيحرر ابنه الأكبر.
مستدركا "أنا أهتم حقا بابني، لكنني أفهم أن هذه قضية وطنية. نحن لا نتحدث فقط عن حياة ابني، بل عن ملايين الأشخاص هنا، بما في ذلك أطفالي وأحفادي الآخرين”.
لكن الأمر بالنسبة لإيرا بن عمو أرغمان، التي لديها أصدقاء اختطفوا كرهائن، إن "الأولوية الأولى يجب أن تكون لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني ترك حماس في السلطة".
وتتصاعد الانقسامات في الشارع الإسرائيلي، في وقت تتفاوض فيه تل أبيب من خلال الدول الوسيطة (أمريكا وقطر ومصر)، بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يستمر ستة أسابيع، ويشمل إطلاق سراح 40 رهينة.
ويرى ميتشل باراك، المحلل السياسي في شركة "كيفون غلوبال ريسيرش، أن "الهدفين يتعارضان مع بعضهما البعض، وكلاهما لا يمكن أن يحدث"، مضيفا: "لا يوجد جانب سيكون سعيدا هنا".
وبحسب أحدث استطلاع حول هذه المسألة، أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، مطلع العام الجاري، قال 47 بالمئة من اليهود الإسرائيليين المشاركين في أحدث استطلاع عام حول هذه القضية، إن بلادهم "يجب أن تعطي الأولوية لتحرير الرهائن".
في حين ذهب 42 بالمئة إلى ضرورة أن تضع إسرائيل "تدمير حماس أولا".
المعسكر الأول الذي فضّل إطلاق سرح الرهائن، صوّت لصالح أحزاب اليسار أو الوسط، في حين أيد الآخرون الأحزاب اليمينية والدينية، وفق الاستطلاع.
مهمة شبه مستحيلة
ومنذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس في أكتوبر الماضي، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القضاء على حماس وتحرير الرهائن كهدفين "للفوز" بالحرب.
إلا أن محللين يرون أن التوفيق بينهما يعد "مهمة شبه مستحيلة".
فمن ناحية، ترتفع أصوات إسرائيليين من الوسط واليسار ومعظم عائلات الرهائن، الذين أصبحوا قوة سياسية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وهم على استعداد لدفع ثمن باهظ من أجل حريتهم.
ويقول هؤلاء إن إسرائيل "لديها واجب أخلاقي أساسي تجاه الرهائن، والذي إذا تم انتهاكه من شأنه أن يقوض شعور المواطنين بالأمان في المستقبل المنظور".
ويعتقدون أنه "يمكن قتال حماس في المستقبل، لكن الرهائن قد يموتون في الوقت الحاضر".
ومن ناحية أخرى، هناك الجناح اليميني القاعدة السياسية لنتنياهو، والذي يعارض إلى حد كبير، أي اتفاق قد يبقي حماس في السلطة ويطلق سراح أسرى فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بالقيام بعمليات قتل فيها إسرائيليون.
ويرون أن مثل هذا الاتفاق قد يعرض أمن إسرائيل القومي وحياة المواطنين والجنود في المستقبل للخطر"، حسب "وول ستريت جورنال".
ولليوم الـ174 على التوالي، تتواصل الحرب الإسرائيلية بعنف على قطاع غزة، موقعة أكثر من 32 ألف قتيل فلسطيني.