وثيقة إسرائيلية جديدة تكشف فشل الاحتلال في تنبؤ حرب 73
تقييم استمع إليه قادة جيش الاحتلال حينها، خلص إلى أن " احتمالات نشوب حرب من جانب مصر وسوريا ما زالت منخفضة للغاية".
تزامنا مع مرور الذكرى الـ45 لانتصارات أكتوبر/تشرين أول 1973، تتكشف خيبة المخابرات الإسرائيلية في التنبؤ لتلك الحرب التي شنتها القوات المصرية والسورية ضد جيش الاحتلال.
فشلٌ تجسد في اجتماع عقدته هيئة الأركان الإسرائيلية يوم الخامس من أكتوبر/تشرين أول 1973، من أجل تقييم الأوضاع على الجبهتين المصرية والسورية، وفق وثيقة إسرائيلية.
التقييم الذي استمع إليه قادة جيش الاحتلال، خلص إلى أن "احتمالات نشوب حرب من جانب مصر وسوريا ما زالت منخفضة للغاية".
وتعكس وثيقة نشرها الأرشيف الحكومي الإسرائيلي، للمرة الأولى قبل أيام، فشل مخابرات الاحتلال في توقع التحرك العسكري المصري يوم السادس من أكتوبر/تشرين أول 1973 والذي صادف "يوم الغفران" اليهودي وهو اليوم الوحيد في السنة الذي تُشل فيه الحركة تماما في إسرائيل.
واستنادا إلى الوثيقة التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" فإن الاجتماع اُستهل باستعراض قدمه رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي آنذاك إيلي زيرا.
وقال زيرا: "نعتقد أن السوريين والمصريين تسودهم مخاوف شديدة من هجوم إسرائيلي".
وأضاف"لدى السوريين مخاوف من سلسلة من العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي والتي لا علاقة لها بنوايا هجومية. لكن هكذا فسرها العرب والروس".
ولفت زيرا إلى أنه في مصر " تجري عمليات تدريب واسعة النطاق من قبل المظليين، تم تعزيز منطقة قناة السويس بـ 1100 مدفع إضافي وتم نقل بعض الدبابات إلى الخط الأمامي، خط المياه، وتمركزت في وضع هجومي في منطقة القناة".
وتابع: "أضف إلى ذلك فإن تطورين رئيسيين هامين حدثا في الساعات القليلة الماضية. الأول: لقد أرسل الروس 11 طائرة شحن تحمل الناس إلى مصر ، 6 منها إلى مصر و5 إلى سوريا، وليس من الواضح بالنسبة لنا سبب هذه الخطوة،من الممكن أن يكون الهدف هو نقل إخراج الروس من هذين البلدين".
مستطردا في هذا السياق: "ليس لدينا تفسير واضح. قد يكون هناك قلق روسي أننا على وشك الهجوم. قد يكون هناك خوف روسي من أنه سوف تتم مهاجمتهم ، وربما يكون هناك سبب آخر في العلاقات بين الاتحاد السوفيتي ومصر وسوريا".
أمر آخر توقف عنده رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي حينها، وهو أن "معظم السفن السوفيتية غادرت الإسكندرية" وهو "شيء نادر جدًا أيضًا" وفق تفسيره.
غير أن الرجل خلص إلى القول بأن "كل هذا الأمور التي سردتها لا تغير التقييم الأساسي للمخابرات العسكرية بأن احتمال شن حرب من قبل مصر وسوريا ما زال منخفضًا للغاية".
وأردف قائلا: "من المنطقي الافتراض بأن كل ما يحدث اليوم، باستثناء التحرك الروسي الذي ليس لدينا حتى الآن تفسير له، نابع من المخاوف السورية المصرية من قدرتنا على الهجوم ، إن احتمال وقوع هجوم سوري مصري منسق هو حقيقة منخفض إلى حد معقول وأقل من المستوى المنخفض".
ومضى في تقديره للموقف "بالإجمال ، لا أعتقد أننا ذاهبون للحرب".
وما إن انتهى زيرا من الحديث، أبدى رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال آنذاك دافيد أليعازر، تأييده للاستعراض الذي قدمه الأول.
وقال أليعاز: "أنا أقبل التقييم وأرى أن الحرب أقل احتمالا اليوم".
وأضاف "على الرغم من أن ليس لدينا أي تحذير ملموس عن هجوم، أعتقد أنه إذا كان لديهم نية للمهاجمة في وقت واحد من سوريا ومصر، فإننا سنتلقى تنبيها".
ولفت إلى أن التحركات المصرية " هي في وضع دفاعي ولا يوجد دليل ملموس على أنها تتجهز للهجوم".
وأوضح أليعازر أنه "إذا حدث الوضع الأسوأ وهو هجوم بدون إنذار فإن علينا أن نصده من خلال القوات النظامية، أي من خلال القوة الجوية، وجميع القوى الموجودة لدينا على الخطوط. ولهذا الغرض ، فإننا لا نعلن فقط عن الاستعداد في مستوى (ج) ، وإنما نعزز أيضًا الخطوط من خلال القوة النظامية الموجودة في إسرائيل".
مستدركا بالقول: "لا أعتقد أنهم على وشك شن الحرب، ولا أعتقد أيضا أنه الآن أو غدا هو وقت ساعة الصفر ، وإذا كان لديهم ساعة الصفر ، آمل أن نحصل على تحذير".
ومن جهته، حذر رئيس قسم الإمدادات في جيش الاحتلال، نحميا كين، "من نقص غير متوقع في الطعام الطازج ، لأن الجنود تركوا في القواعد بسبب حالة التأهب".
ورد عليه أليعازر "غدا هو يوم الغفران ، ما هي المشكلة؟ إذا لم تكن هناك معركة فليصوموا".
يذكر أن اليهود يصومون يوم الغفران لفترة 26 ساعة.
والشهر الماضي، أقر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الاستخبارات الإسرائيلية أخطأت عام 1973 في تفسير النوايا المصرية والسورية.
وكان الجيش المصري فاجأ جيش الاحتلال في حرب أكتوبر عام 1973 بينما كانت إسرائيل تحيي يوم الغفران اليهودي.
وفي إقرار نادرا ما يصدر عن مسؤول إسرائيلي، قال نتنياهو "قبل 45 عاما أخطأت الاستخبارات العسكرية حين فسرت بشكل خاطئ النوايا المصرية والسورية لشن حرب علينا. وعندما اتضحت صحة تلك النوايا ارتكب النسق السياسي خطأ كبيرا حين لم يسمح آنذاك بشن ضربة استباقية. لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى أبدا".
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز