"النجم الساطع".. هل يُرضي توقعات أوكرانيا من إسرائيل؟
تحاول إسرائيل إرضاء أوكرانيا من خلال المساعدات الإنسانية بعد قرارها رفض تزويدها بالسلاح رغم الانتقادات.
وتقف إسرائيل على خيط رفيع ما بين روسيا، التي تحتاجها لأهداف استراتيجية، وأوكرانيا، التي تقول إنها تتعاطف مع شعبها وتقف إلى جانب العالم الغربي معها.
ولكن، حتى الآن، فإن القرار السياسي الإسرائيلي هو الامتناع عن تزويد أوكرانيا بالسلاح بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء، افتتاح مستشفى ميداني في أوكرانيا أطلقت عليه اسم "النجم الساطع".
وقالت الخارجية الإسرائيلية، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إنه: "أقيمت مراسم افتتاح مستشفى النجم الساطع الميداني في مدينة موستيسكا غربي أوكرانيا".
وأشارت إلى أنه "حضر الحفل ممثلون عن الحكومة الأوكرانية، بينهم: نائب وزير الصحة، ومحافظ لفيف وعمدة موستيسكا، فيما حضر من الجانب الإسرائيلي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا، رئيس الوفد، مدير المستشفى".
وقالت: "تم إنشاء مستشفى "النجم الساطع" من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة الصحة ومركز شيبا الطبي بمساعدة نظام الرعاية الصحية الإسرائيلي بأكمله وبدعم من مؤسسة شوسترمان، التي تتبرع لمشاريع وطنية واجتماعية في إسرائيل".
وقال القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا، نائب السفير يوآف بيستريزكي، إنه: "ستواصل سفارة إسرائيل في أوكرانيا مساعدة الشعب الأوكراني خلال هذه الأوقات الصعبة على أمل التوصل إلى حل سلمي سريع".
أما البروفيسور ديفيد دغان، رئيس وفد وزارة الصحة، فقد خاطب أعضاء الوفد الطبي الإسرائيلي، قائلا "نحن هنا لنكون النجم الذي ينير طريق اللاجئين المحتاجين للرعاية الطبية، سنمد يد العون لهم".
فيما قال الدكتور يوئيل هار-إيفن، من مركز شيبا الطبي ومدير مستشفى "النجم الساطع"، إنه: "مهمة هذا المستشفى أن يوضح للشعب الأوكراني أنهم ليسوا وحدهم".
وتم رفع العلمين الإسرائيلي والأوكراني على المستشفى الميداني.
وردا على ذلك قالت السفارة الأوكرانية في تل أبيب: "نعرب عن امتناننا لحكومة إسرائيل ووزارتي الخارجية والصحة لدعم وتنظيم هذه المبادرة الإنسانية التي ستساعد بلا شك الأوكرانيين الذين يعانون من العدوان الروسي المسلح".
ولفتت إلى أن اسم المستشفى يشتق من اسم أول امرأة في منصب رئيسة وزراء إسرائيل غولده مئير، وهي من مواليد أوكرانيا.
وسبق لإسرائيل أن قدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا مع إعلانها استقبال لاجئين أوكرانيين ولا سيما يهود.
ولكن في كلمة له إلى أعضاء الكنيست، الأحد، قال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي: "لماذا لم توجه إسرائيل الضغوط إلى المصالح التجارية في روسيا؟ عليكم منح الإجابات ومن ثم العيش مع هذه الإجابات. قبل 80 عاما نحن أنقذنا اليهود ولذلك هناك بيننا ثمة أنصار الشعب اليهودي. والآن لديكم أيضا في إسرائيل حق الخيار".
وأشاد الرئيس الأوكراني بالقبة الحديدية كأفضل نظام دفاع صاروخي في العالم واشتكى من أن إسرائيل لا تزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية.
وقال: "نحن نتوجه إليكم ونسأل ما إذا كان من الأفضل تقديم المساعدة أو الوساطة دون اختيار جانب، سأترك لكم الإجابة عن السؤال، لكني أريد أن أشير إلى أن اللامبالاة تقتل".
ولكن إسرائيل تتجنب استعداء روسيا التي تملك ثقلا قويا في سوريا وتؤثر على المفاوضات الدولية مع إيران حول البرنامج النووي.
وقال بينيت، في مؤتمر نظمه موقع "واي نت" الإسرائيلي، الإثنين: "نحن ندير هذه الأزمة المؤسفة بطريقة حساسة وخيرة ومسؤولة، بينما نوازن بين مختلف الاعتبارات – وهي معقدة، أريد أن أقول هذا بأوضح طريقة ممكنة: يجب أن يفخر شعب إسرائيل بالعون والمساعدات التي تقدمها إسرائيل لأوكرانيا”.
وقال المحلل الإسرائيلي أنشل بابر، في مقال بصحيفة "هآرتس" تابعته "العين الإخبارية"، إنه: "لم يكن هناك فرق واضح في شدة انتقاد زيلينسكي لإسرائيل وبريطانيا وأمريكا، ولكن حسب انتقاداته لسياسة حكومة إسرائيل تسربت أيضا نغمة من خيبة الأمل، فقد توقع من إسرائيل قدرا أكبر بقليل، بسبب تاريخ الشعبين الذي شوهه قليلا عندما حاول أن يعرض الأوكرانيين كمن أنقذوا يهودا في فترة الكارثة".
وأضاف: "خيبة أمل زيلينسكي العميقة هي أن حكومة إسرائيل لا تزوده بالسلاح ولا تنضم للعقوبات المفروضة على روسيا".
وبدورها كتبت سيما كدمون في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقالت: "ما يتوقعه منا هو المساعدة العسكرية. السلاح. القبة الحديدية. عقوبات مهمة على روسيا. أوكرانيا طلبت من إسرائيل أن تتخذ موقفا،وأن تختار جانبا".