فشل جانتس بتشكيل الحكومة يترك الرئيس الإسرائيلي أمام خيارين
الأوساط السياسية الإسرائيلية ترى أن إمكانية العودة إلى انتخابات تبدو بعيدة في ظل انتشار فيروس كورونا
يترك إخفاق زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي الإسرائيلي بيني جانتس بتشكيل حكومة، الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين أمام خيارين؛ فإما أن يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة أو أن يلقي بهذه المهمة على الكنيست الإسرائيلي، وهو ما رجحته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
فمع انتصاف الليل، انتهت المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين لجانتس لتشكيل حكومة خلال 30 يوما من تسلمه كتاب التكليف دون أن ينجح بهذه المهمة.
ولم يصدر تعقيب فوري من الرئيس الإسرائيلي على انتهاء المهلة التي حددها لجانتس.
ولم يتوجه جانتس بطلب إلى الرئيس الإسرائيلي لتمديد تكليفه كما فعل يوم الإثنين الماضي، ما يبقي الرئيس الإسرائيلي أمام خيارين؛ فإما أن يكلف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة في غضون 28 يوما، أو أن يطلب من الكنيست تكليف أحد أعضائه بتشكيل حكومة تحظى بثقة 61 عضو كنيست في غضون 21 يوما.
ووفقا للقانون الإسرائيلي فإن أمام الرئيس 3 أيام ليقرر ما إذا كان سيكلف عضو كنيست بتشكيل الحكومة أو سيلقي التفويض بالاختيار على عاتق البرلمان.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن من المرجح أن يطلب ريفلين من الكنيست اختيار أحد أعضائه لتشكيل حكومة.
ويقول محللون إسرائيليون إنه في مثل هذه الحالة فإن نتنياهو قد ينجح في استمالة معارضين للانضمام إلى الكتلة اليمينية التي يقودها ليرفع عدد أعضائها إلى 61، أو أن يجدد مفاوضاته مع جانتس لتشكيل حكومة، أو أن ينجح جانتس بإعادة ترميم الكتلة الوسطية التي فككها بقراره التفاوض مع نتنياهو، ولكنه سيكون عندها بحاجة إلى دعم النواب العرب وهو خيار قال في السابق إنه لا يفضله.
ولكن في حال لم ينجح أي من الأعضاء بتشكيل حكومة فهذا سيعني الذهاب إلى انتخابات جديدة ستكون الرابعة التي تجري في غضون 16 شهرا بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول ومارس/آذار الماضي.
غير أن انتشار فيروس كورونا سيحول دون إجراء انتخابات دون أن يكون من الواضح ما إذا كان القانون يسمح بتأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتهاء الأزمة، باعتبار أن لا سابقة قانونية لمثل هذا التأجيل.
وكانت مفاوضات عقدت مساء الأربعاء بين حزب "الليكود" الذي يرأسه نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" الذي يرأسه جانتس في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
ولكن الإذاعة الإسرائيلية أشارت إلى أن خلافات برزت بين الجانبين حالت دون التوصل إلى اتفاق.
ولفتت إلى أن الخلافات تركزت على رفض "أزرق أبيض" ما سماه محاولة "الليكود" تقويض صلاحيات المحكمة العليا؛ وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل.
وذكرت في هذا الصدد أن "الليكود" طلب موافقة "أزرق أبيض" على حل الكنيست في حال قررت المحكمة العليا عدم إمكانية تشكيل نتنياهو للحكومة بعد توجيه لائحة اتهام ضده بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الثقة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جانتس قوله: "لقد أردت تشكيل حكومة طوارئ وطنية وليس تجاوز المحكمة العليا وإنما للحفاظ على الديمقراطية. لست على استعداد لتجاوز المحكمة العليا ولن أحرج المحكمة العليا".
ومن جهة ثانية، فقد لفتت الإذاعة إلى أن ثمة خلافا حول تناوب نتنياهو وجانتس على رئاسة حكومة الطوارئ الوطنية.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن جانتس يخشى من أن نتنياهو لن ينهي رئاسته للحكومة في الموعد في ضوء أن القانون الإسرائيلي يلزمه بالاستقالة من منصبه إثر محاكمته بتهم الفساد.
ويلزم القانون الإسرائيلي المسؤول الذي يقع في منصب وزير أو نائب رئيس الوزراء بالاستقالة من منصبه في حال توجيه لائحة اتهام ضده، ولكن ليس في حال وجوده في موقع رئيس وزراء.
وفي هذا الصدد قالت الإذاعة الإسرائيلية: "يطالب جانتس بأن يتم إقرار مشروع قانون التناوب على رئاسة الوزراء قبل أداء اليمين القانونية، بحيث يؤدي جانتس اليمين في ذات الوقت مع نتنياهو ليتولى منصب رئيس الوزراء تلقائيا بعد عام ونصف العام".
وأشارت إلى أن جانتس يريد بذلك أن يلزم نتنياهو بالتنحي عن رئاسة الحكومة نهاية العام المقبل.
وعلى الرغم من فشل المفاوضات فإن الإذاعة الإسرائيلية لفتت إلى استمرار المفاوضات بين "الليكود" و"أزرق أبيض" حتى بعد انتهاء مهلة جانتس، ولكن دون مشاركته ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
يذكر أن مشكلة تشكيل الحكومة ما زالت مستعصية منذ شهر أبريل/نيسان من العام الماضي.