كيف باغت نتنياهو وزراءه وفصائل فلسطين بـ"السهم الواقي"؟
دوّى انفجار هائل هز وسط غزة لم يخلف الكثير من الاستفهامات في قطاع تعود على أصوات مماثلة لكن مع تواتر الانفجارات بدا أن خطبا ما يحدث.
فبعد منتصف ليل الإثنين بقليل، دوى صوت انفجار هائل وسط غزة دون أن تعرف أسبابه فورا، وبعد مرور ثوان قليلة، دوت انفجارات مماثلة غرب المدينة وفي رفح ما عزز الاعتقاد بأن شيئا ما يحدث.
واعتاد الفلسطينيون في غزة على أصوات مثل هذه الانفجارات خلال الحروب أو ردا على إطلاق صواريخ من القطاع على جنوبي إسرائيل.
غير أن الانفجارات وقعت بعد يوم هادئ ما جعل الهجوم الإسرائيلي الذي أطلق عليه لاحقا "السهم الواقي" مباغتا للفصائل الفلسطينية في غزة.
وبعد دقائق من بدء الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "يقوم الجيش بهذه الأثناء بالإغارة على أهداف تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وفجرت الطائرات الحربية الإسرائيلية سكون الليل في قطاع غزة مع توالي الأنباء عن سقوط ضحايا وجرحى في الهجمات التي استهدفت منازل.
وغالبا ما ترد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من غزة بقصف مواقع فارغة وإن كانت تتبع للفصائل الفلسطينية ولكنها لا توقع ضحايا.
ومثل إعلان الجيش الإسرائيلي تصفية 3 من قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عودة رسمية لسياسة الاغتيالات.
مباغتة
ويتضح أنه حتى الوزراء الإسرائيليين أنفسهم لم يكونوا على علم مسبق بالعملية التي قادها وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
كما قادها أيضا رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إضافة الى نتنياهو بطبيعة الحال.
وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "تجنب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد مجلس الوزراء الأمني قبل بدء "عملية السهم الواقي" للجيش الإسرائيلي".
وأضافت الصحيفة أن العملية "بدأت في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء بسلسلة من الغارات الجوية في قطاع غزة بعد مشاورات مع كبار مسؤولي الدفاع وبموافقة النائبة العامة غالي باهراف ميارا".
وأضافت: "فضل نتنياهو اتخاذ قرارات بشأن العملية بمشاورات محدودة بدلاً من إشراك مجلس الوزراء الأمني (الكابينت)، الذي يفتقر غالبية أعضائه إلى أي خبرة أمنية أو دفاعية كبيرة".
ولفتت إلى أنه "أجريت مداولات بشأن العملية، التي استهدفت ثلاثة من كبار قادة الجهاد الإسلامي، يوم الجمعة في مقر الشاباك مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى جانب مسؤولين كبار آخرين في الجيش الإسرائيلي والأمن".
ووافقت باهراف-ميارا على العملية وأوضحت أن القانون لا يتطلب عقد مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) كشرط لمثل هذه العملية بعد أن قدم لها مسؤولو الدفاع تقييماتهم.
وينص القانون الأساسي للحكومة على أن المنتدى الوزاري (الكابينت) مطلوب فقط للاجتماع إذا قرر إعلان الحرب، أو أثناء عملية عسكرية حيث يكون احتمال أن تؤدي إلى الحرب شبه مؤكد.
وقرر المسؤولون الأمنيون أن نطاق القتال في أعقاب اغتيال الجيش الإسرائيلي لقادة الجهاد الإسلامي وردهم سيكون محدودًا، ولذلك، وافقت النائبة العامة على القرار بأن العملية كانت بيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع فقط.
اجتماع
ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء المصغر (الكابينت) مساء الثلاثاء لتزويدهم بالمستجدات ودراسة التطورات المحتملة في العملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الوزراء قد لا يكونون شركاء في الموافقة على الخطط، لكنهم أُبلغوا قبل شهر بالخطوط العريضة المحتملة للعملية ضد كبار قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وقالت: "خلال الاجتماع الأخير للكابينت الذي عقد بعد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من لبنان، قدم مسؤولو الدفاع للوزراء قائمة بالأهداف المحتملة للجهاد الإسلامي بما في ذلك الثلاثة الذين قتلوا".
وأضافت: "قيل لهم إن الاغتيالات ستنفذ بمجرد ظهور الظروف المناسبة - دون قرار نهائي بشأن أي من الأشخاص المدرجين في القائمة سيكونون المستهدفين عندما يحين الوقت".
وتابعت: "كما طُلب من الوزراء في الاجتماع السابق التوقيع على اتفاقية سرية، لكن ذلك لم يقلل من مخاوف التسريب الذي كان يمكن أن يحول دون تنفيذ العملية".
ولفتت إلى أنه "يبدو أن المقربين من نتنياهو اعتقدوا أن التشاور مع أعضاء الكابينة الأمنية لن يساهم في الاستعدادات للقتال".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز