بعد «انتهاء الهدنة».. إسرائيل توقف المساعدات الإنسانية لغزة

بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة التي ترفض حماس تمديدها وتصر على الدخول في المرحلة الثانية، أوقفت إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة «حتى إشعار آخر»، وفق «القناة 12» العبرية.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح الأحد، بيانا يوضح فيه سبب توقف المساعدات، مؤكدا أنه «مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة الرهائن، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط ويتكوف لمواصلة المحادثات - والذي وافقت عليه إسرائيل - قرر رئيس الوزراء نتنياهو أنه ابتداءً من صباح اليوم سيتوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة».
- إسرائيل توافق على «حل وسط» أمريكي يمدد هدنة غزة خلال رمضان
- بانتظار ويتكوف.. مفاوضات غزة تراوح مكانها وسط ضغوط متبادلة
وتابع: «لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا. وإذا استمرت حماس في رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى».
وانتهت عند منتصف الليل المرحلة الأولى من صفقة الرهائن رسميًا، في اليوم الـ42 من الاتفاق. وبحسب الخطة الأصلية، كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا أمس، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. لكن مصدرًا سياسيًا أوضح الأسبوع الماضي أن إسرائيل لن تنسحب من فيلادلفيا، ودعا حماس إلى تبني مقترح لتمديد المرحلة الأولى.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء السبت، أن إسرائيل تتبنى خطة مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار مؤقتًا طيلة شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
ووفق القناة الـ12 العبرية، فإنه كان متوقعًا، أن تسارع حماس إلى الرد صباح اليوم وأصدرت بيانًا موحدًا مفاده أنها «غير معنية بتمديد المرحلة الأولى من صفقة الأسرى وتطالب بالانتقال إلى المرحلة الثانية».
رد حماس
وعلى ضوء البيان الأخير الصادر عن مكتب نتنياهو، اعتبرت حماس أن «قرار نتنياهو وقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة ابتزاز وانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار»، وفق قولها.
ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى «التحرك للضغط على إسرائيل» ووقف ما وصفته بـ«الإجراءات العقابية ضد غزة».
وحملت الحركة نتنياهو وحكومته ما وصفته بـ«التبعات الإنسانية المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة».
واتهم القيادي في حركة حماس محمود مرداوي «إسرائيل بأنها تتنصل مرة أخرى من الاتفاق الذي وقعته وتستمر في التهرب من تنفيذ التزاماتها بوقف إطلاق النار»، وفق قوله.
وأشار إلى أن «الطريقة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإعادة الأسرى هي استكمال تنفيذ الاتفاق، بدءًا بتنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل، وإعادة الإعمار، ومن ثم إطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة»، بحسب قوله.
ومن جانبه، شدد المتحدث باسم حماس حازم قاسم في حديث لإحدى وسائل الإعلام الفلسطينية أنه «لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة إلا في صفقة تبادل، والتي ستكون نتيجة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار».
وتابع: «من يريد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من أيدي حماس عليه أن يجبر إسرائيل على الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية».
وأضاف: «المطلوب من إسرائيل في هذه المرحلة هو الالتزام بعدم العودة للقتال والانسحاب الكامل من قطاع غزة، بينما تهدف هي إلى إطلاق سراح الرهائن دون الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع»، بحسب قوله.
وأكد قاسم أن «تمديد المرحلة الأولى غير مقبول على الإطلاق من قبل حماس، والمطلوب هو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية بشكل جدي، كما نص الاتفاق، والتي ستؤدي إلى الانسحاب الكامل والالتزام بعدم العودة للقتال».
ووفق الاتفاق فإن «المرحلة الثانية من المفترض أن تشمل الانسحاب من قطاع غزة، واستكمال عملية التبادل وفق مفاتيح جديدة، والالتزام بعدم العودة للقتال، ومناقشة شروط التهدئة الطويلة الأمد».
ضغوط حماس
وكانت حماس، نشرت عصر السبت، شريط فيديو يظهر فيه الرهينة إيتان هورن مع شقيقه يائير، الذي أُطلق سراحه من الأسر قبل أسبوعين، قبل أن ينفصلا عن بعضهما البعض.
جاء نشر الفيديو في اليوم الـ42 من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل فيه الانسحاب من محور فيلادلفيا، وتستكمله في اليوم الخمسين.
وفي الفيديو، ظهر الشقيقان وهما يوجهان رسائل تهدف إلى الضغط على إسرائيل للانتقال إلى المرحلة الثانية لإتمام الصفقة.
القمة العربية
ومن المقرر أن يجتمع الزعماء العرب، الثلاثاء، في القمة العربية بالقاهرة، حيث ستحاول مصر حشد الدعم لخطتها لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الفلسطيني: "هناك اتصالات مكثفة تجري مع جهات إقليمية ودولية لدعم نتائج القمة العربية المقرر عقدها في القاهرة في الرابع من مارس/آذار المقبل، وخاصة خطة إعادة إعمار قطاع غزة".
وقال إن وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا، الإثنين، قبيل القمة، بالمبادئ الثابتة التي ستؤكد عليها القمة العربية، ومن بينها رفض التهجير، وأكد على ضرورة العمل على استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.