مقتل السنوار.. نقطة تحول في حرب غزة؟
هل يمثل مقتل يحيى السنوار زعيم حماس نقطة تحول في الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام؟
وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية يرى دانييل بايمان، الأستاذ بجامعة جورج تاون، زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد تمثل انتصارا سياسيا لنتنياهو، لكن إسرائيل لا تزال رغم ذلك بعيدة كل البعد عن التوصل إلى خطة واقعية لحكم غزة.
من وجهة نظر إسرائيل شكل مقتل السنوار وكبار القادة العسكريين للحركة، مثل محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، انتصارا سياسيا، وتذكيرا بوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتدمير حماس، وسيزيد من صعوبة تعافي حماس من هذه الضربات، ففقدان العديد من القادة الكبار ذوي الخبرة سيجلب أفرادا أقل خبرة إلى الواجهة، سيتعين عليهم إثبات جدارتهم لمؤيدي حماس الأجانب، ومؤيديها في غزة والمجتمعات الفلسطينية الأخرى ورتبهم.
وأشار بايمان إلى أن حملة القتل الدائرة في غزة تزيد من صعوبة قدرة قادة حماس على التواصل، وبالتالي إدارة الحركة؛ فلا يمكنهم التواصل وتوجيه المجموعات إلا بالمخاطرة بمصير السنوار والضيف والآخرين، لكن قطع الاتصالات يترك حماس بلا قيود في وقت حرج، إذ لا توجد توجيهات واضحة بشأن ما ينبغي للمنظمة أن تفعله بعد ذلك بخلاف الترنح.
كما تراجعت شعبية حماس في غزة، حيث يشعر الفلسطينيون هناك، إلى جانب إلقاء اللوم على إسرائيل عن الدمار، بالغضب من حماس لاستفزازها إسرائيل.
وتساءل بايمان عن "أي نوع من "حماس" سوف ينهض بعد السنوار؟"، ليجيب بأنه يعتقد أن "الحملة الإسرائيلية المدمرة ضد الحركة وغزة ستمثل درسا لزعمائها المستقبليين حول مخاطر مواجهة عدو أقوى وأكثر تصميما"، لكنه أبرز أن حماس ستستفيد من الوقت لإعادة تجميع صفوفها وإعادة بناء منظمتها.
من ناحية أخرى، قد يضاعف قادة حماس في المستقبل جهود المقاومة، إذ تمكنت المنظمة -في ظل قيادة السنوار- من توجيه ضربة قوية لإسرائيل، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الخريطة السياسية، وألحقت الضرر بسمعة إسرائيل الدولية، وعليه فإن حماس ستعتبر إنهاء الصراع بمنزلة تراجع لهذه المكاسب.
وبعد خسارة العديد من القادة والمقاتلين، فضلا عن مقتل العديد من الأطفال الفلسطينيين وغيرهم من غير المقاتلين، فإن أعضاء حماس لديهم أيضا تعطش للانتقام.
أما إسرائيل فإنها "لا تُظهر من جانبها أي إشارة على أنها ستخفف من حدة هجماتها على غزة، ذلك أن التزامها الخطابي بتدمير حماس تقابله أفعال على الأرض، لكن حماس صامدة، والمنظمة تعافت من خسائر قيادية كبيرة في الماضي"، حسب بايمان.
ولا يرى بايمان أن إسرائيل ستجنح للسلم، مما يعني أن القتال بين الطرفين سيستمر، وربما يحول غزة إلى "بلد فاشل"، وفي مثل ذلك المناخ فإن حماس حتى لو كانت ضعيفة وغير منظمة، سوف تكون قادرة على الصمود وربما حتى الازدهار، على حد تعبيره.