«بروتوكول هانيبال» يؤجج الغضب ضد نتنياهو
كشف تحقيق لهيئة الإذاعة الأسترالية، عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم توجيه "بروتوكول هانيبال" خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويتعرض الجيش الإسرائيلي لضغوط متزايدة للكشف عن عدد مواطنيه الذين قتلوا على أيدي جنود الجيش والشرطة الإسرائيليين في خضم الارتباك الناجم عن هجوم حماس على بلدات جنوب إسرائيل.
ولم يكتف الناجون والأقارب بالتساؤل "ما هو الخطأ الذي حدث؟"، بل تساءلوا أيضاً عما إذا كان الجيش قد لجأ إلى "بروتوكول هانيبال" المثير للجدل، لمنع حركة حماس من أسر جنود إسرائيليين، ما أدى إلى مقتل مستوطنين إسرائيليين.
ويؤدي الكشف عن استخدام إسرائيل لبروتوكول هانيبال إلى تزايد الغضب الداخلي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تتهمه أسر الرهائن بعرقلة أي اتفاق حفاظا على مستقبل حكومته.
ما هو بروتوكول هانيبال؟
بروتوكول هانيبال هو إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم.
وقالت الجيش الإسرائيلي إن اسم البروتوكول اختير عشوائيًا بواسطة برنامج كمبيوتر، تشبها بهانيبال القائد القرطاجي الشهير الذي فضل تناول السم على الوقوع في أسر الرومان.
ومنح البروتوكول، الذي وضع في عام 1986 ردًا على اختطاف جنود إسرائيليين في لبنان، الإذن للقوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الأعداء الذين يحتجزون رهائن - حتى وإن اقتضى الأمر تعريض هؤلاء الرهائن للخطر.
وبحسب مؤلفي بروتوكول هانيبال إن التوجيه لم يسمح بقتل الأسرى، لكن المنتقدين يقولون إنه بمرور الوقت انتشر تفسير بين العسكريين مفاده أنه من الأفضل قتل الرفاق بدلاً من السماح بأسرهم.
وقال الفيلسوف الإسرائيلي آسا كاشير، الذي كتب مدونة أخلاقيات جيش الدفاع الإسرائيلي، لشبكة ABC: "لقد فسروا الأمر كما لو كان من المفترض أن يقتلوا الجندي عمدًا من أجل إحباط محاولة الاختطاف، وهذا خطأ.. خطأ قانوني وأخلاقي.. إنه خطأ في جميع النواحي".
"هانيبال" جماعي
في يوليو/تموز الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن أن قادة في الجيش الإسرائيلي أصدروا الأمر بإطلاق النار على الجنود الذين أسرتهم حماس في 3 مواقع منفصلة، في إشارة صريحة إلى بروتوكول هانيبال.
وقال ضابط إسرائيلي سابق، العقيد في سلاح الجو نوف إيرز، لبودكاست هآرتس إن البروتوكول لم يصدر على وجه التحديد ولكن "تم تطبيقه على ما يبدو" من قبل أطقم الطائرات التي هرعت للتعامل مع المتسللين.
وأضاف "ففي حالة من الذعر، والعمل بدون هيكل القيادة الطبيعي وعدم القدرة على التنسيق مع القوات البرية، أطلقوا النار على المركبات العائدة إلى غزة، مع العلم أنها تحمل على الأرجح رهائن.. كان هذا "هانيبال" جماعيا، كان هناك الكثير من الفتحات في السياج، وآلاف الأشخاص في كل نوع من المركبات، بعضهم مع رهائن وبعضهم بدونهم".
وأقر طيارو سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بإطلاق كميات "هائلة" من الذخيرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أشخاص يحاولون عبور الحدود بين غزة وإسرائيل.
وقال المراسل يوآف زيتون: "أطلقت 28 مروحية مقاتلة خلال اليوم كل الذخيرة التي كانت تحملها، في محاولات متجددة لإعادة التسلح. نحن نتحدث عن مئات من قذائف الهاون عيار 30 ملم وصواريخ هيلفاير".
وأضاف: "كانت وتيرة إطلاق النار هائلة في البداية، وعند مرحلة معينة فقط بدأ الطيارون في إبطاء هجماتهم واختيار الأهداف بعناية".
وأكد ضباط الدبابات أيضًا أنهم طبقوا تفسيرهم الخاص للبروتوكول عند إطلاق النار على المركبات العائدة إلى غزة، والتي ربما يكون على متنها إسرائيليون.
وقال قائد الدبابة، بار زونشاين، للقناة 13 الإسرائيلية: "أخبرني حدسي أن جنودا من دبابة أخرى قد يكونون على متنها".
وسئل الكابتن زونشاين: "إذن قد تقتلهم بهذا العمل؟ إنهم جنودك"، فأجاب: "صحيح، لكنني رأيت أن هذا هو القرار الصحيح، وأنه من الأفضل منع الاختطاف، وأنهم لن يُخطفوا".
كتب الصحافي الاستقصائي رونين بيرجمان لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش أصدر بروتوكول هانيبال في منتصف ليل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلص تحقيق بيرغمان إلى أن الطائرات والدبابات الإسرائيلية دمرت 70 مركبة لمنع عبورها إلى غزة، مما أسفر عن مقتل كل من بداخلها.
وبحسب التحقيق ذاته فإنه: "ليس من الواضح في هذه المرحلة عدد المختطفين الذين قتلوا بسبب تفعيل بروتوكول هانيبال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
ويقال إن بروتوكول هانيبال الأصلي، على الرغم من سريته، يوصي بإطلاق النار بالأسلحة الصغيرة والقناصة على الأعداء الذين يحتجزون الرهائن ـ وعدم استخدام القنابل أو الصواريخ أو قذائف الدبابات.
وفي عام 2015، قال النائب العام الإسرائيلي إن القانون يحظر على وجه التحديد قتل الرهائن، ولكن الأمر لم يقتصر على الجنود الذين تعرضوا لإطلاق النار في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال أحد المستوطنين خلال التحقيق، والذي نجا من قصف دبابة إسرائيلية لأحد المنازل في مستوطنة بئيري، إنه منزعج من قرار الجيش الإسرائيلي السماح باستخدام الذخائر الثقيلة في قصف منازل بالمستوطنة.
وأشار عومري شفروني "نعلم أن رهينة واحدة على الأقل قتل بقذيفة، ولكن هناك آخرين لا نعرف عددهم حتى الآن، وقد لا نعرف أبدا من الذي قتلهم تحديدا".